حالات فقدان، الحياة الاجتماعية لها جذوره اقتصادية فالمترفون الغارقون في الشهوات يعرفون ذلك .
تحت لهيب الشمس المحرقة وفوق رمال غارقة في صمتها وكبريائها تفجر طوفان من الامراض ،وتحول الرجل والمرأة ما بين شد وجذب وخوف من بعضهما لا يحمل كلاً منهم إلا الانتقام حين أصبحت الهوة واسعة. ولا أقف كثيراً عند هذا الحد الفاصل فتعالوا معي.
وقفت تتلفت في توتر وهي تنظر كمن يبحث عن شيء فقدته تمر السيارات بجانبها ببطء بعد ان كانت مسرعة وهي بعيدة عنها وينظر سائقها لجمالها ويتأملها فاتحاً فاهه ويحبس انفاسه ويزفر زفرات ملتهبة ، وتبدوا انها لا تهتم تفتح حقيبتها الصغيرة مرات عديدة دون أن تخرج منها شيئاً.
فجأة ضاقت حدقتا عيناها وهي تشاهد تلك السيارة قادمة نحوها في ثقة من قائدها وقفت تتلفت في توتر.. في انتظار سائقها ليلقي إشارته الحمراء ويتوقف بمحاذاتها.. لتصعد الى السيارة وهي تبتسم ابتسامة فهم مغزاها هو.. ولم يكن يحتاج بعدها لأي حديث آخر.. ليعود بالسيارة الى الخلف ثم ينطلق بها.
استيقظ صباحاً وهو يتلمس الفراش بجانبه.. لم يجدها فنهض في صعوبة وهو يتثاءب ، في لحظة ظنها داخل الحمام فتحرك في تثاقل فلم يجدها اخذ يفكر ربما سرقت منه بعض المال ، بحث في جيبه لم يفقد شيء كل شيء كما هو دار بنظره في الغرفة لم تأخذ شي بعثر كامل جيوبه في السرير ليس هناك ما يفقده، وقبل ان يلملم اشياؤه لفت نظره تلك القصاصة موضوعة بعناية داخل محفظته سحبها نظر إليها جحظت عينها في رعب.!!
مرت الايام كئبة خرج بنفس طريقته الاولى واحضر معه اخرى ، هذه المرة مستيقظ اصر على توصيلها بعد قضاء الوقت معها. وبعد ان وقف في محطتها دس في يدها ورقة. وفر مسرعاً بسيارته لا ترى إلا الغبار الذي خلفه.
وقفت هي في يوم بكامل اناقتها في انتظار (سعيد وسيء ) الحظ تحمل حقيبتها في يدها بداخلها عدة اوراق جميعها تحمل نفس الجملة توزعها لمن يريد مكتوب عليها (مرحباً بك في عالم الايدز).
المفضلات