الوتر الخامس : عزيز قوم ( ذل )
وقف امام نافذة تجمع حولها عشرات الرجال غيره , كان يحاول ادعاء السعادة رغم حرارة الجو التي بدت جلية جدا حين تمثلت في بقع ماء على( جلابيته) السمنية ...
كان يمسح جبينه الذي يقطر عرقا , تذكر حينها مقولة والده رحمه الله :
" عز نفسك بعرق جبينك ياولدي , وعرقا ينضح ولا ذلة العزيز قدام البشر "
ضحك في سخرية حين تذكر تلك العبارات, وضحك بصوت عال حين وجد ( مديره السابق) يقف في ذات الصف ويحاول الارتكاز على ( عكازه ) المنقوش باسلوب راقي لكي لا يسقط اثر تدافع بعض الرجال امامه ...
تذكر تلك الايام التي كان فيها ( يهاب ) مديره هذا , فللرجل مكانة مرموقة بجانب وضعه كرئيس للدائرة العملاقة التي خدم فيها قبل ان يحال ( للمعاش )....
واليوم يقف بجواره في ذات الصف (كمتسول).. وقفت امامه عشرات (العمم) في انتظار موظف ( صرف المعاشات ) الذي كان صوته يعلو مرة واخرى محتجا في وجه رجل بعمر والده لانه نسى ( بطاقته )...
همسة : يكافئ من اندى جبينه عرقا في خدمة الوطن (بالمماطلة والاذلال)
ويكافئ من سرق مال الدولة حين كان رئيس عليه ( بالتكبير والتهليل)...عجبآ
المفضلات