القصيدة على لسان فتاة تعرضت لحادث أليم ووجدت نفسها وجها لوجه بين فكي الموت الذي فاجأها على إسراف على النفس وانغماس في الشهوات والعلاقات والتبذّل في الأسواق والمطاعم، والعبث في الإنترنت.. ولكن الله أمهلها لتخرج من هذا الحادث تائبة آيبة.. فهل نستشعر المهلة التي نعيشها !!
وصحوتُ في ساح الحسابِ .. = على صفيحٍ من عذابي!!
فإذا اللِّحـــاظُ تسمّــرتْ = في حضرة الأجل ِ المُهابِ
وإذا الثـــواني أصــلَتَتْ = حولي نصالا من حـرابِ
عُقدَ اللســانُ فليـس لـي = إلا دموعـي وانتحــابي
وإذا الجـــوارحُ نُطَّـــقٌ = بالوزر، تشهدُ بالجـوابِ
ورأيتُ دنيــاي التــــي = أُشربتُها كرؤى الســراب ِ
سقــطَ القِنَـاعُ المُهــتري = عن وجهِ زيفٍ و اغترابِ
كم ســرتُ فـي أوصابهـا = جذلى.. وبي منهنَّ ما بي
غلّقـتُ نافـــذة الهُــدى ُ = وفتحتُ للأوهــام بابي
أشدو بأرصفـــة الهـوى = والدرب ينضـحُ بالـذئابِ
وأهـزُّ عِطــفَ مفاتنــي = فتهيجُ ملحمةُ الــرِّغابِ
ألوي حجــابا سـافــرا = وهو الفقير إلى الحجـاب ِ
وأشيعُ عطـــرا أفيحــا = يدعو العفيفَ إلى اقتـراب ِ
كـم مـن صـريعِ صـــوا..(م) = ..رم المكياجِ من تحتِ النقابِ
ألهـو وأسلــو والــرؤى = قِشَرٌ.. على سُمِّ الُّلبــاب ِ
أصبــو إلى شــطِّ المُنـى = فأغوصُ في لُججِ اكتئـابي
وأفرُّ من كهـف الجحيـــم = إلى مجـاهل من ضبـابِ
قـد كنتُ أُبصـــرُ عـزّتي = لكن يغالبني التصابي
ولَكَــمْ مضـغتُ نـدامـتي = غصصا كسوطٍ من عذاب ِ
وأحــسُّ نفثةَ خــافقــي = والقشعريرةُ في إهــابي
لـكن يخــاتُلني الغَــرورُ = فيغتويني عن صــوابي
وتشّدُ "سوف" علـى يــدي = وتدوسُ أسئلةَ ارتيابي
وبـدت "لعــل" بقهـقهـا..(م) = ..ت الطيشِ في عينِ المُصابِ
وإذا تبـاطــأت الخُطـــا = يومــا تندّرَ بي صحابي..
من يلهثــون على مقـا.. (م) = ..صلِ غيّهم.. لهثَ المُرابي
من يهبطـــون على الخنـا = مثلَ البعـــوضة والذُّباب ِ
من يهــدرون ويســدرون = ويعبثــون مــع الكلاب ِ
وغَدَا سجــلُّ ســوابقـي = حبـلاً تلبّـبَ في الرقــابِ
وإذا الفضــائحُ كشّـــرتْ = للتو عــن ظفــرٍ ونابِ
فتهــدّمت فــي مهجتـي = قيمي على جرف الخـرابِ
وإذا الهمــومُ بخاطـــري = كالبحــر ناريّ العُبابِ
لـم يبــقَ بين جوانحــي = إلا ضمـيرٌ مــن عتابِ
عميــاءُ.. يائســة المُنى = يأس العجوز من الشبــابِ
ظَمْــأى.. مُعَثـّرة الخطــا = ظمأَ الهجــير إلى الشـراب ِ
قد كنتُ أدرك موقفي = في الحشرِ من بعد الإيابِ
وأرى المصارع بغتةً = فلم التحايلُ والتغابي؟!
ويحي ألم أسمع هنا = عظة المقابرِ والقِبابِ
ويحي وكم من مضجعٍ = وارى الأحبّةَ في الترابِ
كم حشرجت من سكرةٍ = بين التنفّسِ والشراب ِ
كم من فتــاةٍ كُفّنت = والكفُّ بكرٌ بالخضابِ
يُطوى اللِّفافُ على درارٍ.. (م) = من محاسنها العِذابِ
ويُصــبُّ ماءُ المسك في = عنقٍ أرقَّ من السحابِ
وتُقطّـنُ الأذنُ التـــي = ما عاد ترعي للخطابِ
وتُغلّقُ العيـنُ التـــي = انطفأت على مرأى الصِّحابِ
ويُقلّبُ الجســمُ الأبضُّ = بمأتم الخجلى الكَعَابِ
ويح الشفــاه كأنّهــا = لم تجرِ بالشهدِ المُذابِ
والشعرُ ندَّ.. ألـم يكـن = ليلا تموّج بالشهاب
أين العطـــورُ الفائحا (م) = تُ من الجواهرِ والثيابِ
ويح الحلــيِّ تخلّفــت = والجيدُ زُفَّ إلى تبابِ !!
فإذا الجفـــونُ ملاعبٌ = للدودِ من بعد التصابي!!
وإذا الخـدودُ تهتّكــتْ = بعد النضارة والشبابِ !!
وإذا العظـــام رميمةٌ = يا للرشاقة والطِّرابِ !!
ربّــاه قد أمهلتنــي = فتولّني.. واقبل إيابي
أسرفتُ فيمـن "أسرفوا" = والنارُ تضرمُ من كتابي
فإذا صــدى "لاتقنطوا" = كالغيثِ يورقُ في الروابي
ربّــاه إن عذّبتنــي = فكمالُ عدلك في عذابي
ولئن رحمـتَ مذلّتـي = فجلالُ لطفك كشفُ ما بي
فقري إليك معلـــقٌ = بغناك ربّي عن عذابي
إنّي أتيتك نادمـــا = لا أقتني إلا متابي
وتطهرّت منـي الحشـا = طُهر الدعاء المُستجابِ
وتغسّلت روحي الرفيـ (م) = ـفـةُ من سنا "أم الكتابِ"
فامننْ علــيّ بمهلة ٍ = لأريكَ بالتقوى جوابي
وأُفـنّد َ العصرَ المُشِّتَ = ويعلمَ الساهون مابي !!!
منقول..
اعجبتني وتأثرت بها وحبت انشرها في المنتدى...
المفضلات