النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: هبة الله " بت السارة "

     
  1. #1
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سيد البلد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,039

    هبة الله " بت السارة "

    ( 1 )

    كان حاج احمد ضمن المتحلقين حول الإمام عقب أدائهم لفريضة الفجر كعادتهم كل صباح بغرض تلاوة القرآن ومدارسته وإمامهم حاج " التقي " .
    ذلك الورع الذي تحس عند جلوسك عنده براحة محببه , تبعثها ملامح وجهه واضح القسمات , وصوته الحاني الخافت بسبب اصابته بداء في صغره اضعف حباله الصوتيه فإكتسى صوته تلك النبره المميزه التي يعشقها كل اهالي القرية .
    وهو إمام المسجد ومأذون القريه ومفتيها ومرجعيتها الدينيه , وكان بيته لا يخلو من زائر طوال ساعات النهار وقطعاً من الليل .
    خرج الخاج " احمد " من المسجد وعند وصوله لباب بيته ودع جاره " ود الرضي " الذي من حكم الخالق أنه يجاوره ويشابهه في جل الأشياء , فهو جاره إذ لا يفصل بينهما سوى سور من عيدان القصب وبضع قشات " هذا اذا جاز لنا أن نسمي ذلك فاصلاً " .
    وود الرضي رجل جمع من النقائض ما يجعله متفرداً حتى في مشيته , التي كانت أشبه بالعدو منها إلى المشي , وكان من شدة عجلته في كل شئ كثيراً ما ينزل عن ظهر حماره ويمسك به من لجامه ويجره خلفه الشي الذي يدعو حاج احمد لممازحته قائلاً :
    العجله ما من الشيطان , العجله من ود الرضي " .
    ومن عجائب الأمور ومفارقاتها الغريبه ان ود الرضي تزوج من أكثر إمرأة متأنيه في القريه , مما يجعلك دائم التساؤل, كيف اجتمع الشتيتين ؟ وكيف يتفق النقيضين ؟
    فالحاجه " زينب " - زوجة حاج ود الرضي - تراها متأنيه متثاقله في كل شئ , مما يغضب زوجها , خصوصا حين تقوم لإعداد وجبة العشاء له فيستعجلها بقوله :
    الصبح أذن يا الممهوله " .
    وهي أعز صديقة لجارتها " السارة بت الطيب " زوجة حاج احمد , فتراهما تقضيان جل وقتهما إما في بيت زينب أو في بيت الساره .
    وكانت زينب عند فراغها من إعداد الشاي لزوجها وابنائها التوأم " مصطفى والطاهر " وخروج ود الرضي " للحواشه " وذهاب التوأم للخلوه , كانت دائماً تأخذ ما تنوي أن تطبخه هي وجارتها ليكون غداءً لأزواجهم .
    السارة إمرأة في أخريات خريفها الثالث , مكتنزة الجسم , وبالرغم من ذلك لم يخفي جسدها الممتلئ جمالها القروي الواضح , ولم يثقل على روحها النقيه ولفظها الطيب .
    فكانت حلوة المعشر , تجد سهولة في مجالستها وتقضية النهار معها .
    وكان من السهل ملاحظة الحزن البادي في عينيها لعدم إنجابها رغماً عن انها تزوجت في سن صغيره ..
    كانتا دائماً ما تقضيان النهار بين تجهيز الطعام لأزواجهما وتبادل الحديث الذي لا يخلو من من بعض الحسرة التي تتبينها في لهجة الساره وإحساسها بالوحده , فكانت حاجه زينب تسري عنها وتسليها وكثيراً ما تدعو لها سراً وإعلاناً بالذرية الصالحة , فتجاوبها السارة بالتامين على دعائها


    ************************************

    أنا البدعوك تقيِّل في الدواخل يوت
    أنا البصبِح بعد أمسيت معاك نشوان
    وأنا السمُّوني بي ريدتك
    وكان في السِّكة شافوني

    إنادوا عليَّ بي إسمك
    عشان ياروحي بيك مليان
  2.  
  3. #2
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية esmat
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    مدني مايو طرف- نص
    المشاركات
    3,693

    فهو جاره إذ لا يفصل بينهما سوى سور من عيدان القصب وبضع قشات
    سيدا وخرجت انت من قوقعتك التي كنت تحيط بها هذا الجمال
    شدني جمال هذا التعبير البسيط (سور من عيدان وبضع قشان)
    فقلة العيدان والقشات ورغم ضعف السور إلا انه يقوى شيء آخر
    العلاقة بينه وبين صديقة فكلما ضعف السور كلما قوية العلاقة
    تصوير جميل وبعيد المعني - وهو ايضاً يوضح بساطة اهلي

    وأأسف لقطع حبل افكارك ولكنك كما تعلم لا استطيع ان اقف والجمال
    امامي الا انه اهديه بسيط من ما في نفسي Love you.

    remooosh.jeeran.com
    ويوم تقول داير تسافر ... بستف الحب بين ملابسك ...شان يلامســك،،،
    كل هدماً ترتديهو...تلاقي فيهو قليبي حارسك ... ولما تهدأ فوق وسادتك تلقي روحي ملت جوانحك ... ولما تغمض رمش عينيك ... أبقي في نومك أزاحمك،،، ... ولما تبقي امام مرايتـك ... تلقي صورتي كست ملامحك،،


    رمــــــــــــوش
  4.  
  5. #3
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية فراس
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    544

    اخي سيد البلد
    قصة جميلةوسرد ممتع جدا وعطشتنا لباقي القصة
    رجاء لاتطيل علينا ايها الرائع
    تسلم

  6.  
  7. #4
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية عثمان جلالة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    أم تريبات
    المشاركات
    3,822

    ونحن معك في إنتظار "الوليد" أقصد باقي القصة .. سيدا حارمنا الزمن ده كلو من الإبداعات دي مالك ؟؟ ولا كنت بتسخن .. كدي بسراع بسراع "شفقة ود الرضي" .. أدينا الجزء التاني .. الدوام قرب ينتهي ياخ

    التعديل الأخير تم بواسطة عثمان جلالة ; 29-07-2009 الساعة 04:02 AM
    بسم الله .... إبتديت متل البرق لاحت

    فى الشين والفسل بقينا نتباحت

    طال الكان قصير والعالى إتاحت

    والصولات حليلن ملكتن راحت

    *****************
    ومن يتهيب صعود الجبال ......... يعش أبد الدهر بين الحفر
  8.  
  9. #5
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عبدالرحمن مدثر
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    الخرطوم - السجانة
    المشاركات
    5,052

    فى الانتظار يارائع

    أحبابي
    لو كان الحَزنُ دموعْ
    لو أنّا بالعيِن نُحسْ
    لو كان الحزُن يشم
    نَزَفت رئتاي الدّمْ
    وطلعتُ عليكم
    جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ
  10.  
  11. #6
    مشرف منتدي النفاج
    Array الصورة الرمزية ابوالنور
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    6,658

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن مدثر مشاهدة المشاركة
    فى الانتظار يارائع
    وانا كمان يا عثل


    يا ربي انا وين
    sun shine
  12.  
  13. #7
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سيد البلد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,039

    هبة الله " بت السارة " ( 2 )

    ( 2 )

    عند العصر والشمس تؤول إلى المغيب ينهي حاج ود الرضي اعمال زراعته وينادي على جاره حاج احمد حاج احمد ويذكره بأن الشمس تذهب للمغيب
    فيلملم حاج احمد القصب الذي يجمعه ليكون غذاءاً للشاة التي ماتت أمها بعد ولادتها وعجلته الوحيده
    فيضع القصب على ظهر حماره ويرتدي جلبابه ويلحق جاره الذي تقدمه فعلاً صوب الحلة ...
    وكعادته دوماً يجده يمشى راجلاً وهو يجر حماره ويستعجله في المسير , فيضحك حاج أحمد ويقول له ممازحاً " براحة على الحمار ياخي ولا اربطلو مكنة ليلة تايوتا "
    يصلون إلى القرية التي تبعد عن مكان زراعتهم مسافةً ليست بالطويلة والشمس ترتدي ثوب الليل إيذاناً بالمغيب , فيدخل حاج ود الرضي لبيته الذي هو أقرب لطريق عودتهما من الحواشات
    فيدخل دون أن يتزكر السلام على جاره حاج احمد ...
    حينها تسمع السارة صوت الشاة والعجله تدرك أن زوجها على الباب , فهنالك إرتباط عجيب بينه وبين تلك البهائم التي يعلو صوتها في وقت معين هو وقت وصوله للمنزل
    بعد وصوله للبيت يربط حاج احمد الحمار وينزل مافي ظهره من احمال ويذهب لوضعها قرب المكان الذي توجد به الشاة وعجلته , ويأخذ بعضاً مما أتى به ويطعمهما إياه
    فيجد زوجته قد اتته بالماء ليغتسل به ويزيل ما علق به من طين , ويتوضأ ويغير ما كان يلبسه ويهيئ نفسه للذهاب للمسجد لأداء المغرب في جماعة ...
    ويطلع منادياً على جاره ود الرضي الذي لا يتأخر إلا عند خروجه للمسجد ...
    وبعد الصلاة يعود كلاهما لمنزله ويقوم حاج احمد بتذكيره بأن لا يؤخره عن صلاة العشاء .

    أنا البدعوك تقيِّل في الدواخل يوت
    أنا البصبِح بعد أمسيت معاك نشوان
    وأنا السمُّوني بي ريدتك
    وكان في السِّكة شافوني

    إنادوا عليَّ بي إسمك
    عشان ياروحي بيك مليان
  14.  
  15. #8
    عضو فضي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    جنب الماوس
    المشاركات
    2,569

    سيد البلد ، صاحب الطرح المميز

    سرعان ما اندمجت مع شخوص هذه القصة وكأني اعرفهم عن قرب وها نحن متشوقون للتعرف عليهم اكثر فلا تغب عنا طويلا.

    رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ


  16.  
  17. #9
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية عبدالرحمن مدثر
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    الخرطوم - السجانة
    المشاركات
    5,052

    تعجبنى دوما حتة الارتباط العجيب التى جعلتها

    تتحدث بلغة مسموعة داخل النص .. ومااجملها

    عندما تكون فى مساحات قلما يصل من خلالها

    احساس مثل هذا



    واااصل

    أحبابي
    لو كان الحَزنُ دموعْ
    لو أنّا بالعيِن نُحسْ
    لو كان الحزُن يشم
    نَزَفت رئتاي الدّمْ
    وطلعتُ عليكم
    جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ
  18.  
  19. #10
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ودالعمدة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    من أرض المحنة
    المشاركات
    2,252

    المبدع سيد البلد

    أخيراً خرج المارد من القمقم
    وأخذ يصيح ( وجدتها وجدتها )
    وبدأت تطل (بركات ) زيارة المدينة
    مازلت أبحث معك فى القصة
    عن ( هبة الله بت السارة )
    بين السطور وفى انتظار حضورها
    عشان نعرف الفرق بين أحمد و حاج أحمد
    أم نفذ المداد وجفت الصحف

    و انتمى إليكَ ......
    ياوطناً تفردَ بالجمالِ وبالبهاء
    ياأرضَ مهيرة وبنونة ......
    ياديوانَ الرجالِ وبيتَ العوينِ ....
    يامرتعَ الأطفالِ عندَ الرواكيبِ مساء
  20.  
  21. #11
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية moh_alnour
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    جدة - السعودية
    المشاركات
    7,687


    سردك للحكاية يجعلنا نحس بأننا أحد المشاركين في هذه الحياة البسيطة بكل تفاصيلها
    و بكل ما تحمل من معاني و قيم أجتماعية في طريقها للزوال إن لك تكن زالت أصلا ً
    فالجار يعشق للجار من سبب و قد يحبهم جدا ً بلا سبب
    الناس أروع ما فيهم بساطتهم لكن معدنهم اغلى من الذهب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة esmat مشاهدة المشاركة
    فكلما ضعف السور كلما قوية العلاقة
    هذا من أجمل ما قرأت من تعقيب في هذا البوست و هذه العلاقة العكسية حقيقة لا جدال عليها

    إننا نحب الورد رغم الأشواك التي تعانقه وهكذا الحياة
    abu ze yazan

    جزيرة الفيل الأصالة و العراقة
  22.  
  23. #12
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية هشام سلس
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    مدني مايو نص
    المشاركات
    466

    اخي سيدا...
    لا أنوي التفسير فروعة السرد والمعني تفسد إذا فسرت وهذا يحيلنا لقول الشاعر فيكتور هيجو " لا تتكلم كثيرا .. ان التفسير يقلل من روعة العمل الفني..
    وايضا يحيلنا إلى الحرية في القراءات والي تعدد هذه القراءات من حيث أن النص ملك للمتلقي وليس للمبدع أو السارد متى ما نشره
    ولا أروع من ذلك الا ما قاله الشاعر الفرنسي فاليري" إننا كلما قرأنا أكثر كلما وقفنا على الجديد"

    فلا تحرمنا من هذا جديد

    [SIGPIC][/SIGPIC]
    انتفت حالة السكون
    شلت ازميل الهوى
    نقشت في عصب الخواطر
    وجوة في عمق الظنون
    انك انت براك كون !!
  24.  
  25. #13
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سيد البلد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,039

    ( 3 )

    دخل حاج احمد على زوجته وسلم عليها , وكعادتها وجدها تنتظره بالطعام .
    فهي لا تتذوق طعاماً ولا تستسيغه في غيابه عنها , ولا تأكل طوال اليوم حتى يأتي هو فتأكل معه وهما يتجاذبان اطراف الحديث , حين يجلس معها حينها يحس كم يحب هذه المرأة التي يدخر لها حباً عظيماً , بل كان يذوب فيها عشقاً وهوىً ,
    رغم عدم قدرتها على الإنجاب , وكان يحس بغنى لا يضاهيه غنى , رغم خصاصته وعسر حاله وضيق ذات يده وحالة الكفاف والعوز التي يحياها هو وزوجته .
    فكان قانعاً راضياً , صابراً محتسباً وكله ثقه أن ذلك الأمر ما هو إلا إمتحان من رب العباد , وانه رب رؤوف بعبيده رحيم بهم , كان سعيداً
    وكان دائماً ما يقول لنفسه : " إن الله مع الصابرين " ...
    ورغم الضنك الذي يحياه إلا أنه عندما يجلس بجوار زوجته في ذلك العنقريب الموسد بالجلد لتناول الطعام وينظر في عينيها ينسى كل ذلك , حتى أنه ينسى ما يضع في فمه من طعام .
    يعشق النظر إليها , يغوص بعينيه في ملامحها , وكان يألم لعلمه بخوفها من أن يتزوج عليها طمعاً في الإنجاب
    فكان دائم التطمين لها قائلاً : أنه لا يفكر في الإنجاب من سواها , وأنه راض كل الرضا بما قسمه له ربه ويذكرها بقوله تعالى :
    " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ " ...
    وهي تلح عليه بلزوم الزواج بأخرى تستطيع أن تأتيه بمن يحمل اسمه ويكون عوناً له في كبره ...

    أنا البدعوك تقيِّل في الدواخل يوت
    أنا البصبِح بعد أمسيت معاك نشوان
    وأنا السمُّوني بي ريدتك
    وكان في السِّكة شافوني

    إنادوا عليَّ بي إسمك
    عشان ياروحي بيك مليان

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid