النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: Estrangement ! ! !

     
  1. #1
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية ابراهيم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    مدني الجميلة/جزيرة الفيل
    المشاركات
    4,172

    Estrangement ! ! !

    تمشى غريبًا. شعورٌ قاتل بالغربة يملأ كلَّ زاوية من جسدك الغريب. تنظر إلى الأشياء نظرات عابرة. أنت تعرفها جيدًا: زيف وحسب. لا تتذكر وصفًا آخر؛ أو ربما تتذكر وتستبعد على الفور، لأن كلَّ الأوصاف الأخرى، كلَّ الكلمات والتعابير، زيف أيضًا.

    الغربة... وتنعطف في جهة لا تختارها. حين تنتفي الإرادة، الجهات تختارك، لا أنت تختارها. تفكر: الغربة ليست لاانتماءً، ليست اختلافك عن الأشياء المحيطة. الغربة الحقَّة انتماء كامل، أو لنقل، حالة تسبق الانتماء الكامل. ليست انفعالاً أو حساسية شعرية، ليست نفورًا أو قرفًا أو... إنها حالة فذة تعني رفضًا لكلِّ شيء، رفضًا عميقًا قائمًا على الإدراك. فأنت تعرف كلَّ هذه الأشياء. لقد خبرتَها حتى آخر نقطة دم.

    الانتحار؟! لا ليس بعد فبعد التمعن فيه لم تجد سوى أنه ذاكرة بيضاء، صرتَ تعرف أنه هروب وحسب. نعم، مهما بدا جميلاً وعميقًا، لكنه هروب. لأن الغربة ليست اللاجدوى واللامعنى. فيما سبق كنت تراها كذلك. لكنك تدرك الآن أنها بريئة من هذه الأوهام.

    تطفو كزيت على ماء ذاكرتك. الذاكرة غريبة هي الأخرى. ترفض كلَّ تفصيل تقذفه إلى السطح بين الحين والحين، وتقول: هذه التفاصيل ليست أنا؛ إنها ذاكرتي. وإذ تحسُّ أنك غريب عنها هي أيضًا، تزداد ألمًا. لكنك تستدرك وترفض أن تتألم، لأن الألم من الذاكرة هو الآخر.

    حين تعود إلى البيت، يقفز إلى ذهنك سؤال غريب: "لماذا عدتُ إلى هذا البيت؟!" وتدرك أنت وحدك أن السؤال يحمل في أحشائه إدانةً لكلِّ أشكال الملكية والعلاقات الاجتماعية. لكنك متعب، وغير قادر على ارتكاب إجابة ما.

    سنة... هه! إثنتان .. ثلاثة ..ربما عشرون أو عشرون مليون، أو ربما مليار. لا تعرف، لكنك تحسُّ، على نحو مبهم، بعمق البحر الذي تتقاذفُكَ أمواجُه. قامة طويلة وعملاقة، تمتد من أعماق الأرض إلى أجواز السماء. لكنك تدرك الآن أنها قامة هشَّة، وأنها ذرات غبار يجمعها صمغٌ وهمي. أية ريح تحتاج لتُبَعْثِرَها. أية ريح؟! ريح الغربة ربما!

    تنظر إلى بياض السقف: البياض هو الشكل الوحيد المحتمَل، لأنه يحمل في ذاته الألوان جميعًا. البياض عمق كينوني محض. وتدرك أن غربتك الآن هي متاهة البياض، وأن المتاهة وهمٌ تختلقُه الرغبة في الوصول. لذا تدرك أيضًا أنك ينبغي ألاَّ تسير في دهاليز المتاهة، بل تبقى حيث أنت، هناك، أبيض وصامتًا، إلى أن... لا تعرف كيف تكمل. ولو عرفت فلن تعرف كيف تصف، بل لن تصف أصلاً.

    يغزوك النعاس. تحسُّ بإنهاك الذرات في قدميك ورأسك. تفكر في اليقظة: هل أستطيع؟!

    لكنك لا تستطيع، وتنام!!

    التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم ; 29-03-2007 الساعة 05:52 AM
    وأنا هل كنت إلا ألقاً ذاب في عينيك وهجاً أبديا
    او فتوناً فوق خديك إنتشي بهجة عاد بها الحس إليا
  2.  
  3. #2
    عضو ماسي
    Array الصورة الرمزية aborawan
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    بلادي حلوة راجع ليها ودار الغربة ما بترحم
    المشاركات
    6,553

    رد الله غربتنا وغربتك الغالي ابراهيم
    وجعل الله ايامك كلها سعادة

  4.  
  5. #3
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية خالد حمد موسى
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    السعودية - الرياض
    المشاركات
    3,121

    كاتب الرسالة الأصلية aborawan
    رد الله غربتنا وغربتك الغالي ابراهيم
    وجعل الله ايامك كلها سعادة



    راحل معاي ضي الأماني
    وذكري للأيام هناك
    لحظات بتذخر بالمعاني
    وكيف أنسى تذكارات هواك
    نتحمل الغربة ونعاني
    ونصبر عشان نكسب رضاك
    ونغني لو زاد الحنين
    ياريتو كان سفراً معاك
  6.  
  7. #4
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية ابراهيم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الدولة
    مدني الجميلة/جزيرة الفيل
    المشاركات
    4,172

    آميييييييييييييين يا رب

    وأنا هل كنت إلا ألقاً ذاب في عينيك وهجاً أبديا
    او فتوناً فوق خديك إنتشي بهجة عاد بها الحس إليا

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid