القبانيت نوع من الشطة الخضراء حارة جدا وقيل لو قضمتها تحس بسخانتها في قدمك وهي ترزع في جنوب السودان ... شاهدت كافتريا سوري في الخرطوم بحري مزدحم بالزبائن قيل ان صاحبه عمل مزرعة خاصة بالقبانيت في الجنوب وادخلها في خلطة الشاورما عنده واصبح مزدحم بالزبائن المتوحوحون من حرارة القبانيت وهم يستمعون للطرب العربي الاصيل في مظلات الكافتيريا ويستمتعون بالشاورما .. والقبقبة هي تعبير سوداني يعني ان تمسك بتلابيب الشخص يحقارة وتهزه هزا ... والعلاقة بينهما لا ادري لكن احسها هنا .. توجد حرارة شطة وكل نفرين يقبقب احدهما الآخر بل يتوعده بالخروج خارج المنتدى حتى تتم البنية على اصولها ... والصراع ابتدا خلاف حول اساس المواطنة والهوية والاحقية والاولوية ودلف الى عنصرية وغيرها ..
انا لاا اريد ان اركب الموجة وافتح بوست على قرار البيانات التي انهالت على المنتدى .. واساسا لن افتح بوست للنقاش .. وتحديدا هذا البوست لي وحدي اريد ان اغسل فيه غمامة غم لوثتني وسدت نفسي عن الكتابة .. اريد ان انفضها دون ان اغبر بها احد وهي غير موجهه الا لمن يحس ان الامر يهمه ..
تعلمنا من اهلنا سوى في شمال السودان او الشرق او الوسط قدسية الضيف واعتقد انه ضربت اروع مثل في موضوع التواضع انه مكانة الضيف في قريتنا بالجزيرة جعلت طلاب في الجامعة اسمى مكانة من اناس يحملون الدكتوراه ..
كما تعلمنا الا تقوم من الاكل قبل ان يقوم الضيف حتى لو امتلات حد الافنجار .. ولو وقعت تحت رحمة ضيف اكول اكيد ستموت بالطخمة ... وتعلمنا الا تعبر عن ضيقك في وجود الضيوف كالنظر الى الساعة او تهمس في اذن احد اخوانك او تضرب الصغار او حتى تكنس الحوش .. لان اهلنا لفرط حساسيتهم يعتقدون انها من المنفرات التي تجرح احساس الضيف وتعلن عدم الرغبة في بقائه..
واحد من الدروس الخفية الغير مباشرة والتي تعلمناها من اساتذتنا اذكر في كسلا ونحن طلاب منذ اولى ابتدائي وحتى ثالثة ثانوي كان معنا في الفصل زملاء اريتريون .. بمعنى لا جئون وليسو بسودانيون وكانوا متفوقون بحكم فارق السن تجد الواحد في اولى ابتدائي وعمره عشر سنوات ورغما عن ذلك كنا نجبر على التصفيق لهم وتشجيعهم على التفوق علينا بكل طيب خاطر .. ولكن الغريب الذي لم انتبه له الا انه لم يحدث في اي سنة من السنين ان خصنا اي استاذ بامر كابناء بلد دون الزملاء الارتيريون ... يعني ما حصل قال الاستاذ ( انا عايز اولاد البلد بس يجو بيجاي عايزين نناقش قضاياي وطنية تهم بلدنا والباقين يخرجوا ) ورغما عن انه من حقنا كان ذلك لانهم اجانب مهما كانت العشرة او ايا كانت المعطيات الاخرى .. ورغما عن ذلك لم تحدث بل احكي لكم موقف غريب وطريف جدا ... حدث في سنة من السنين انه رئيس اتحاد الطلاب السودانيون بكسلا كان ارتري الاصل ... والاطرف انه بعد ما تخرج من الجامعة واتوظف ظل محتفظا بمنصبه مما حدى باحد الظرفاء ان يعلق ( انه رئيس اتحاد الطلاب السودانيين بكسلا لا هو طالب ولا هو سوداني ) ..
الاصول السودانية والاخلاق رتبت الانسان كما اراد له المولى عز وجل .. متخطيا كل الحدود البشرية الاخرى والتي اما خطتها القبلية والعنصرية او المستعمر لذلك الانسان في عرف اهلنا تبدا مكانته من حيث هو انسان ..( ولقد كرمنا بني ادم وحلمناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) .. ثم التفضيل ياتي بالتقوى فقط ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) لذلك اهلنا في الريف يقدسون اي شخص له علاقة بالدين ويعجبون به ايما اعجاب وتجدهم يتخاطفونه في دعوته نحو بيوتهم . فقط من هذا المنطلق ..
على كل حال شعرت بان قليل ما غمني قد نزل بهذه الفضفضة وساعود لاكمل ..
المفضلات