من الدروس المستشفة ، تلك الأقلام التي انطلقت للتصحيح والنقد البناء ، بغية التغيير للأفضل.
معظم هذا الحراك كان إيجابيا وليس سلبيا كما يظن البعض ، فقط بدت الأشياء غريبة وذلك لمخالفتها العادة، بالضبط مثل البركة الراكدة عندما يرمي فيها حجر كبير ، وهذا الحجر هو حجر التغيير ، الحجر الذي يطالب بالديمقراطية والمساواة وبالتوجيه السليم للمنتدي والذي يصب في مصلحة المدينة ، ذلك حسب رؤية عدد لا باس به من الأعضاء الذين يشكلون الأغلبية النشطة في المنتدي .
كثير من الأعضاء لم يرحبوا بهذه الثورة الفكرية المطالبة بالتغيير وهذا طبيعي ، ان تجد عددا من الأعضاء لا يحب التغيير، هكذا هم بطبيعتهم ، يزعجهم التغيير ! فهم يتعودون علي الشئ و يريدون ممارسته كما هو !! لا يهمهم الأتجاه الذي يسير اليه هذا الشئ !! كما هو عندنا في السودان وفي غيره من الدول العربية ، تأتي الحكومات العسكرية وتجسم علي صدورهم سنين عددا ولا يحركون ساكنا طالما انهم يأكلون ويشربون وإن كان في هذا تعبا شديدا.
هكذا دائما لا قيمة للأغلبية الصامتة التي لا تريد ان تدخل في اي معترك يضعضع نومها ، وهذا في الواقع يعد سلوكا سلبيا، لأنعزاله واستسلامه لكل شئ.
كثير من الأشياء تحتاج نفسا طويلا ومواجهة مستمرة حتي يعلم من بيده القرار ان صمته لن يفيد فيبدأ بالتنازل عن جبروته تدريجيا وهو مرغم.
كما وأيضا رحلة تغيير المستسلمين لسياسة الأمر الواقع طويلة، لكنها غير مستحيلة ، فهؤلاء لا يتحركون الا عبر زلزال بقوة عالية ، واذا انتفضوا فهم سيل عارم لا قبل لأحد بهم ! لكنهم كالجنود الروس يأخذون وقتا طويلا حتي يسرجوا خيولهم ولكن عندما يسرجونها حالا ينطلقون.
المفضلات