الدرس الثالث:
جاء فى كتاب (وفيات الاعيان)لابن خلكان قصة عن سيدالملك(بضم الميم) , وصاحب قلعة شيرز من بنى منقذ ,كان موصوفا بقوة الفطنة , فنقلت عنه حكايه موجزها انه كان يتردد الى حلب قبل تملكه شيرز..وصاحب حلب يومئذ محمود بن مرداس, فجرى امر خاف سديد الملك على نفسه منه فخرج منها,فطلب ابن مرداس من كاتبه ان يخط الى سديد الملك كتابا يتشوقه فيه ويستدعيه, ففهم الكاتب انه قصد له شرا , وكان صديقا لسديد الملك,فكتب كما امر الى ان بلغ قوله(ان شاء الله تعالى)فشدد النون وفتحها , فلما وصل الكتاب الى سديد الملك عرضه على من بمجلسه من خواصه,فإستحسنوا عبارته فقال لهم(انى ارى فى الكتاب ما لا ترون, ثم اجاب بما إقتضاه الحال, وختم قوله بجملة(انا الخادم المقر بالأنعام ) ولكن بكسر الهمزة من أنا , وتشديد النون ..فلما وصل الكتاب الى ابن مرداس , وقف عليه الكاتب سر بما جاء فيه وقال لمقربيه ,قد علمت ان الذى كتبته لا يخفى على سديد الملك, وكان الكاتب قد قصد قول تعالى (ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك)فأجابه سديد الملك بقوله(إنا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها)!,.
المفضلات