اتخذ داقس من سوق الخضار مسكنا ومرزقا ( اذا جازت التسمية ) .. اي الملجة ( لماذا في السودان يطلقون على اسواق الخضار الملجة ؟؟) المهم اخونا داقس لحقه هذا اللقب من سوق الخضار .. ويمكن عندما نقوص معه في حياته سنعرف السبب .. فهو شخص ضخم الجثة وتبدوا عليه البلادة والتخلف .. ولكن اذا تمعنت فيه اكتشفت انه يدعي التخلف بل هو زكي جدا وهي وسيلة من وسائل كسب عيشه والتحايل على الناس .,... فهو مستغلا كبر حجمه مدعيا بانه الحارس الامين لمساطب الخضرجية .. وان كان هو يحرسها من نفسه فقط .. لان من لايدفع له اجرته اليومية خرب له خضاره ومخزونه وادعى بان اللصوص تهجموا وهو غير معني بحراستها لانه لم يقبض اجره ..
اما العوراء فهي من حاجات السوق بائعات الفول والتسالي والدكوة والويكة والذي منه .. امراه ضخمة ايضا وشرثه جدا وفقدت احدى عينيها في احد معاركها الضارية . فهي تدخل معاركها مع الرجال او النساء .. كانت في السابق احد اخصائيات الخمور البلدية . ولكنها تابت وعادت الى السوق لتعمل في الحلال وبعض مرات الحرام الخفيف من نوع ( شربوت لمدة اسبوع مثلا ) .كل الناس يتفادونها هي وداقس .. داقس عندما يشبك في احد صعب فكه .. لانه يضرب بكل شئ في يده .. معركته تحول سوق الخضار الى سلطة عشوائية يوجد بها البطيخ المفتح والشمام والعجور المكسر لانه داقس يمكن ان يرجم به خصمه ..
بين داقس والعوراء عداوة يشبهونا ناس السوق ( بالشحمة والنار ) فهي لاتطيقه ومسمياه التور ابو فقرة .. وهي يقول لك ( ما بكره شئ في الدنيا غير المره الطافية لمبة دي ..)
دقيقة ننقل الكاميرا ناحية العواراء يبدوا انها دخلت في شكلة مع احد الشباب ..
عوراء وهي تخنق ليها شاب صغير عمر خمسة عشر عاما : ماكلوا مالك ؟؟ تطلعوا الليلة .. وهي تشدد عليه الخناق من جلبابه ..
احد الخضرجية محاولا فك العوراء : يا عوراء حرام عليك فكي الولد ..
العوراء : تحرم عيشتك وعيشتو يا حاج خضر .. هو ياكل من الفول دا ليه يخمش وييمشي حق ابوه ..
الولد : يا حاجة معليش قلت نضوق بس ..
العواء : تضوق هنا مطبخ بتاع امك ..
حاج خضر : ياعوراء خلاص فكيه وانا بدفع ليك ثمن الفول .
العوراء : حاج خضر ابعد مني قبل ما اشبك فيك انت .. نحن الليل كله سهرانين ونقلي في الفول يجي اي واحد منه يشيل وياكل تكية هي ولا سبيل ..
عم خضر محاولا فكاك الولد والذي جحظت عيناه من الخنقة .. واخيرا افلح في جر الولد .. وهي لم تكتفي بالخنقة بل لحقته ضربة بكفها على وجهه .. الولد ما صدق انه فلت وجرى مبتعدا من المكان ..
العوراء التفتت لحاج خضر مشتبكة معه .. اها الولد فكيته يلا جيب الحساب ..
عم خضر : ماشي مافي مشكلة يلا الشوية الاكلها دي حسابها كم ؟؟
العوراء : شوية ؟؟ .. منو قال ليك شوية الولد دا خمش ليه يجي بحق خمستاشر الف ..
عم خضر : يات ولية ما تخافي ربك .. في زول يقدر يملا يده بفول قيمته خمستاشر الف ..
العوراء : شوف هنا يا حاج خضر وضغطي الارتفع دا ما عندو ثمن وزبائني الطفشوا ديل تقدر ترجعهم .. والوقت الضاع تقدر تعوضه لي .. و ...
عم خضر : خلاص خلاص اخذي حسابك كامل بس اهدي ..
في هذه اللحظة كان داقس يراقب الموقف من بعيد لم يقترب ولم يعلق وعندما حل الاشكال .. هذ راسه فقط يسارا ويمينا ممتعضا .. هذا كل ما فعله .. ولكن هذا فقط كان سببا في ان حديدة الفندك تتجه من قواعدها بين اواني العوراء نحو وجهه ومعها سيل الشتائم المعهود .( تهز راسك شنو يا تور انت تعال انت جرب شيل من الفول بتاعي يا حمار ) وتنطلق شكلة داقس والعوراء المعتادة لو لم يتدخل نفر كريم لما هدأ الوضع .
ومن هنا سيبدا مسلسل القصة الخضارية الضاربة في الجزر والفجل حرب داقس والعوراء .
المفضلات