[]أحلام هاربة/قصة قصيرة
--------------------------------------------------------------------------------
كانت الشمس تميل نحو الغروب
تلملم آخر اشعة النهار وتولي هاربة
وكنت وحدي منكفئا علي حزني وعلي ذاتي
أسير بلا توقف ... أركل الحصي وأرقبه
يركض بعيدا من قدمي ومن غضبي
كما يركض بائع متجول من كلاب الحكومة الغليظة القلب
... كنت وحدي
لفظتني المدينة صوب الشارع ولفظتني امرأة ما صوب السكون...
(نعيش في منزل مطل علي البحر......نأكل السمك طازجا... تنضم لي عقدا من الصدف...
ننام في قارب صغير مربوط في الشط وعندما نفيق نجده في الصين او الهند)
تضحك حتي تبن نواجزها واسرح بعيدا في الصين او الهند...
أراها هناك وسط بساط أخضر وأزهار كثيرة
أبتسم فتعبس في وجهي وتقول: (تبتسم في وجهها في حضرتي ؟ يا للهول؟)
أعبس واقول متذللا( لم يطف سواك بالعين أو بالقلب .. باليقظة أو الحلم... لا تظلميني....)
تضحك وتركض بعيدا وألهث خلفها.... ينفتح باب السماء وينطبق وتختفي وتتركني
..... أمسي وحيدا... الصحراء من حولي والظمأ يسكنني...
أصرخ: يا أنت: الظمأ يقتلني...
.ياأنت:حبات الرمل تحشو فمي وتلسعني...
يا أنت: تائه أنا في الصحراء والسراب يلعب بي ويقودني إلى المهالك
...
يردد الصدي في الصحراء:
هالك.....هالك.... هالك.
وأتذكر....
ذات يوم مشينا علي عشب أخضر
حولنا اطفال ومراجيح وزهور وضجيج
كان صوتها يخترقني: غدا تكون لنا قبيلة من الأشقياء الصغار
وأفدنة من البساط الأخضر.... غدا تهب الرياح كما نريد ونشتهي)
لكن الغد كان له طعما آخرا
كانت أحلامها كلها عند قدميها بإستثنائي
كانت سيارة طويلة تتوقف عند الباب
وتطرقه برقةونعومة فاتنتين
لم تتركا لها وقتا للتفكيرأو المفاضلة
لم تكن السيارة تتسع لثلاثة
ولم تتردد...
مدت أقدامها الصغيرةالي ماء البحر
بللتها قليلا وأستعادتها علي عجل كمن يخشي قرشا كامنا....
نظرت للقارب الصغير بشرود
ونظرت صوب السيارة وصاحبها المنتظر بثقة من لايرفض له طلب
ثم أستدارت دون حتي ان تربط القارب الصغير....
تركته طليقا وموج عات يتلاعب به ويحمله بعيدا...
ولم تستدر..... مضت بلا هوادة
.... كانت الشمس تميل الي الزوال
والكون الي السكون
والقارب الي اللجة الزرقاء
وهناك في الصحراء يتردد الصدي:
هالك
هالك
هالك
وأنا وحيدا أركل الحصي
والعن الأحلام والردي..............
بورتسودان
16/2/2010
المفضلات