اُشتهرت مدينة ودمدنى بالعديد من المشاهد التى ميزتها عن بقية مدن السودان ومن هذه المشاهد فكرةلامركزية الأسواق ، وهى فكرة تهدف لفك الإزدحام عن وسط المدينة عبر خلق بعض الأسواق بالأحياء السكنية ومنها على سبيل المثال لاالحصر سوق أم سويقو ، وسوق الآخرة وسوق بانت الذى سنتناوله فى استهلال هذى المشاهد ، وعذراً إن تناولت سوق بانت دون سواه والسبب فى ذلك يعود لمعرفتى به بحكم السكنى ، ويحدونى الأمل فى مشاركات الإخوة الأعضاء بالكتابة عن بقية الأسواق، أو مدنا بالمعلومات وسنقوم بصياغتها ونشرها تباعاً .
سوق بانت من الأسواق الكبرى واكتسب شهرةً استمدها من موقعه الوسطى وكذلك أفاده الإحتفال بالمولد النبوى الشريف الذى يقام بميدان بانت ودوره فى تنشيط الحركة الشرائية إضافةً لتوسطه للعديد من الأحياء السكنية.
يشهد سوق بانت حركةً دائبةً منذ بواكير الفجر فما أن يتوقف لاندروفر العم عثمان سعد وشقيقه حسن سعد حتى يحتشد الناس لشراء حاجياتهم من اللحوم، وقد أشتهر العم عثمان سعد بأن لديه زبائن محددين وهو رجل صارم الملامح على العكس من شقيقه حسن ، ويجاورهم فى الزنك عمنا أب بسام وهو مختص فى مجال أم فتفت والعفشة والقلوب والزوايد ويحلو للبعض تسميته " السواد الأعظم " لأنه يملك حماراً أسود وكذا الحال مع كلبه وقطته.
وبجانب زنك اللحم هنالك زنك الخضار وبنى على شكل مدرجات غاية فى الروعة لعرض الخضار.
كما اشتهر سوق بانت بوجود مطعمين هما مطعم عبد الصمد ومطعم السر وكان التنافس على إشده لإجتذاب الزبائن وكان تنافساً شريفاً .
يحتوى السوق كذلك على حطابة لبيع الحطب والفحم، كما يوجد فرن الماحى " مكانه الآن فرن الدى ".
توجد بالسوق كذلك بعض القهاوى ليست لدى تفاصيل عنها بحكم الحظر المفروض إجتماعياً على ارتياد القهاوى " فى القهوة ماجلاس، وفى الكورة ماخد الكاس" .
يحتوى السوق كذلك على دكان يمكن أن نطلق عليه بلغة اليوم سوبر ماركت وهو مطل على الجانب الخارجى للسوق ويمكن مشاهدته لركاب مواصلات سنكات جبرونا وقد كان حافلاً بشتى صنوف البضائع.
سور جامع بانت قبل التعديل إحتوى على العديد من المحال التجارية وأشهرها دكان عنكاص العجلاتى وهو من ظرفاء المدينة رغم صرامته البادية للعيان والويل لك إن استأجرت عجلة وتأخرت فى إرجاعها فأخف العقوبات بخور الشطة، وقد اشتهر عنكاص بأزيار المياه أمام دكانه ويحرص على نظافتها ، كما اشتهر خلال المولد بالتبرع بكمية كبيرة من الأزيار ويحرص على كونها مليئة ونظيفة وهو أحد أعمال البر التى يحرص عليها أشد الحرص .
فى الناصية الأخرى من سور المسجد هنالك دكان حلاقة يشرف عليه عبد الرحمن تاشى وهو من ظرفاء البلد وكنا نخير بينه وبين دكان مهدى وهو الآخر دكان حلاقة وكنا نختار تاشى لعدة أسباب أهمها أن مهدى عصبى بعض الشئ ولايحتمل التلفت الكثير وهو سمة صبيانية ، فما أن تلتفت حتى تعاقب بالجرح فى أذنك أما تاشى فرجل صبور ووناس فتجد فى محله كافة فئات المجتمع ومحله منتدى مفتوح ، إضافةً لإطلال محله على الشارع الرئيسى ، وكان تاشى كثير البصق ربما كان يتعاطى الصعوط وعند ذهابه للبصق تنال قدراً من الراحة فى الإلتفات أو نفض الشعر عن جسمك تجنباً للحكة التى يسببها.
وكان متاخماً لدكان تاشى محل سمير على صالح وهو ترزى أفرنجى يأتيه علية القوم من أطباء ومهندسين فكنا ننعم برؤيتهم وبنا انبهار ساذج.
أمام دكان تاشى يوجد مطعم مثير للإنتباه إذ يشهد هذا المطعم فترات إزدهار ثم يغلق بعدها وهكذا دواليك.
وتوجد بسور الجامع مكتبة صغيرة لعلها لعائلة مكافحة.
كما توجد بالسوق تلاجة موز وتجلس أمامها حاجة مريم تبيع الفول والتسالى.
ويوجد بالسوق ترزى بلدى هو هاشم الحنبلى ولديه العديد من الطرائف لايتسع المقام لذكرها.
تلك كانت لمحات سريعة لأماكن أسهمت فى رسم رؤانا للحياة وخلدت فينا ذكريات يصعب تناسيها وليت لنا من الأمر شيئاً لنعيدها سيرتها الأولى.
مع محبتى
ود الماذون
المفضلات