سودانير وجه السودان الغير مشرق
لا أود العودة للتأريخ لتزيد حسرتي لذاك الشعار الذي تباكت الخطوط البريطانية في الحصول عليه بأي مبلغ ولم تستطيع ...شركة الخطوط الجوية السودانية ( سودانير ) تصيبك مائة حسرة عندما تدخل على مكتبها لتقارنه بأصغر وكالة سفر وسياحة نظاماً وخدمةً وإستقبالاً وحتى مصداقيةً.
عرضت سودانير على الجالية السودانية في المنطقة الشرقية إبان إحتفالها الأخير بإستقلال السودان تذكرتي سفر تقدمان كجائزة مجانية أثناء الحفل للحضور نظير الترويج لسودانير أمام ذلك الحشد الكبير من الجالية السودانية وقد كان, وأمام الأشهاد كانت اللوحات التي تحمل شعار سودانير في ذلك اليوم حضوراً قوياً وقد صممتها بنفسي, ولم يبخل المقدم وعلى مكبرات الصوت بإسم سودانير تقدم الجوائز المجانية.
وتم السحب بعد ذلك على الجوائز ومن ضمنها تذكرتي سودانير المجانيتين, ولأول مرة يحالفني الحظ وكان نصيبي إحدي هاتين التذكرتين المجانيتين من سودانير. نعم هو الحظ يأتيني من ناحية سودانير.
بعد إسبوع تقريباً تحركت لمكتبهم بالدمام فكان الإستقبال فاتراً كالعادة فتحدثت مع الموظف عن الموضوع الذي من أجله حضرت, وهي تذكرتكم المجانية التي حظيت بها أثناء ذلك الإحتفال, فقال لي دقيقة وأصبح يقلب في الأوراق وقتاً ثم أخرج ورقة وقال نعم هذي.
فذكرت له رغبتي في التبرع بهذه التذكرة لأحد الأيتام ( تذاكر سفري أتحصل عليها من الشركة التي أعمل بها ) فرد علي جازماً بعدم إمكانية ذلك وحدثني بأن الأخ الآخر الذي فاز بالتذكرة الثانية حضر هنا ليستخرج التذكرة لإبنته الطالبة في السودان وقد رفضنا ذلك, ثم طالبني بالإقامة ووجد إسم نهرو غير موجود على الإقامة وقال لايمكن أن أستخرج لك التذكرة وبعد طول نقاش قال سأرفع هذا الإسم للإدارة على أن تعاودني بعد فترة فودعته وانصرفت.
خلال هذا الإسبوع دلفت لمكتبهم مرة أخرى علني أجد خبراً يسعد, فحييت نفس الموظف وذكرته بالتأريخ فقال لي ( الزمن ده كلوا دايرة تكون لسه قاعدة ) فقلت له ( نعم في الحفظ والصون ) وفي هذه المرة طال البحث عن الورقة كثيراً مابين الداخل والخارج حينها سرحت بالأفكار والمقارنات وسألت نفسي مافائدة هذه الأجهزة الكمبيوترية لديهم؟؟؟ .. وبعد طول إنتظار جاءني الفرج من الداخل يحمل الورقة ثم طالبني مرة أخرى بالإقامة ليصورها ويعيدها ويسألني عن موعد السفر فأجبته لم أحدد زمناً ولكني أحسب أنها مفتوحة, فسحب دفتراً من دفاتر التذاكر التي أمامه ليعبئه بالقلم الجاف ثم يأخذ التلفون ويتصل على إدارته كما فهمت من الحوار ويسأله عن أمر هذه التذكر هل هي كذا أم كذا يضع الخيارات والشخص الذي في الطرف الآخر وأعتقد إسمه عمار يجيبه مابين هذه الخيارات فينهي المكالمة ويأخذ الآلة الحاسبة ويقول: مطلوب منك دفع مبلغ يقارب (400) ريالاً سعودياً فإبتسمت وقلت له هي مجانية ولا مدفوعة القيمة ؟ قال: مجانية بس دي ضرائب فسألته: هي التذكرة قيمتها كم عشان تكون ضرائبها تقارب (400) ريالاً.. قال التذكرة (2450) ريال .. فقلت له بالله عليك لا أطالبك بالسؤال عن قيمة تذاكر شركتي سما وناس للخرطوم التي تعرضها هذه الأيام بمبلغ (199) ريالاً ويكفي هذا المبلغ الذي تطالب به بتذكرة ذهاب وعودة عليها ولكن أطالبك أن تسأل عن قيمة تذاكر الشركات الأخرى التي لا توجد مقارنة بينها وبين شركتكم في الخدمات والإلتزام بالمواعيد ثم بعد ذلك قل أن قيمة التذكرة من الرياض للخرطوم (2450) ريالأ.
سؤال كبير لسودانير وللجالية كيف تكون الجائزة تذكرة مجانية كما جاء إعلانها أمام كل الحضور ويدفع عليها الفائز (400) ريالاً ؟؟؟؟؟
وياحسرة على ناقلنا الوطني ووجهنا المشرق أمام هذه المنافسة التي خرجتم منها دون عودة.
محمد نهــرو
نائب الأمين العام للجالية السودانية بالمنطقة الشرقية


رد مع اقتباس









المفضلات