عذراً سيداتي آنساتي ، إستميحكن كل العذرأن أتراجع عما كنتُ بصدد كتابته إليكن وأدير دفة الموضوع إلى هؤلاء الرجال الفضوليين الذين تخطوا وتجاوزوا حاجز خصوصية هذا العنوان وإرتقوا على سلالم الفضول حتى بلغوا فيه أعلى المراتب والدرجات ، أبداً ما كان حديثي ليأخذ هذا المنحى لولا أولئك الرجال الحشريين ، عموماً حلالٌ عليكم يامعشر الرجال فبفضلكم وفضولكم تغيّرت خارطة الموضوع لتشمل الجميع !!
( رامي أضانو، راخي أضانو) كلها مصطلحات دارجة وشائعة في ثقافتنا الشعبية تشيرُ بكنايةٍ واضحة إلى ذلك الذي إتخذ من التدخل في مالا يعنيه هوايةً محببة وفعلاً معتاد ، من منكم تصفّح صحيفةً في إحدى المركبات العامة ولم يبحلق فيها جاره بأطراف عينيه ؟ من منكم وفي ذات المركبة العامة فتح هاتفه النقال ليقرأ رسالةً وردت إليه ولم يشاركه جاره أو ذلك الواقف ( شماعة ) قراءة الرسالة بكل جسارةٍ وقوة عين ؟
غريبٌ وعجيبٌ جداً مجتمعنا وفضوليٌ لأبعد الحدود ، مشاجرة أكثرمن عادية بين صديقنا ( الجعلي ) صاحب الدكان وإحدى الجارات أُولات البأس سليطات اللسان تجعل من شارعنا مهرجاناً مكتظاً بصبية المدارس والفضوليين من عابري الطريق والعاطلين المنتظرين لملء فراغهم بهكذا معارك ومشاجرات !!
الفضولي شخصُ مريض يسبب الإزعاج لكثير من الناس ويجعلهم يملّون الجلوس في أماكن تواجدهم أومغادرة المكان متى ما حضر ، هو شخصٌ يصعب التعامل معه ، غالباً مايتصف الفضولي بالثرثرة وسخيف الكلام وقلة الإحساس ، حشري لأبعد الحدود ، لا يتردد أبداً ولا يمنعه وازعٌ أن يتدخل في أمورك الخاصة وحياتك الشخصية ، يرهقك بالأسئلة والإستفسارات ، الفضول في حد ذاته درجة عالية جداً من حب الإستطلاع وإن كان شتان بين هذا وذاك ..
للسيدات والآنسات فضولٌ فاضحٌ يتضاءل حياله فضول الرجال ، غريبٌ جداً إصرارهن العنيد لرؤية ( شيلة ) حملتها حقائب السعد والبشريات إلى ديار إحدى المحظوظات ، نهمٌ فادحٌ وشبقٌ وافر حيال كل مكونات الشيلة وتفاصيلها الدقيقة تمتليء به حتى تفيض العيون ، وقس على ذلك ( الشبكة ) و( قولة الخير) مروراً بـ ( سد المال ) وبالطبع ليس إنتهاءاً بجلوس العروسين على ( الكوشة ) وحينها تبدأ مرحلة التقصي والتمحيص الدقيق في كل تفاصيل فستان الزفاف بما فيه من ( ترترٍ ) وخيوط ، ثم نقشة الحناء والمنكير وتسريحة الشعرو( الحلق ) والأساوروالسلسال ، كل هذه المشاهدات كان من الممكن إعتبارها عاديةً جداً لو لم تكن هدفاً جوهرياً وسبباً قوياً يدفع بعض الفضوليات لحضور حفل الزواج وليس ثمة غيره من أسباب وفي الغالب الأعم فإن الفضولية لا تحتاج لدعوة أو ( عيزومة ) لكي تحضر، تلك أمورٌ لا تعنيها البتة ومطلقاً لا تكبح جماح فضولها الغريب !!
محيط الوظيفة والعمل بيئة صالحة توفر لكل فضوليٍ الكلأ والمرتع الخصيب ، من منكم لا يثقل ساعات عمله ويرهق دوامه على الأقلُ أحد الموظفين الفضوليين ؟ - ما قلت لي ، أمبارح طلعت بدري مالك ؟ - شايفك أخدت سلفة من الراتب ، خير إن شا الله ؟ - تضحك سن سن في التلفون ، لاحظت ليك قبيل ، ورينا الحاصل وضحكنا معاك !! – أنا غايتو من رأيي إنو تسمع كلام أبوك وتاخد بت عمك أخير ليك !! لا تظنوا مطلقاً أن من نطق بهذه النصيحة هو أحد الأصدقاء المقربين ، إنه زميل عمل ليس غير !!
إلا أن أخطر نوع من الفضوليين الحشريين ذلك الذي يجعل من شكلك وهيئتك وملامح وجهك محوراً لتساؤلاتٍ سخيفة وإستفهاماتٍ مرهقة على شاكلة – يازول إنت عيونك ديل الليلة مالن صُفر كدة ؟ أكيد إنت عيان ، مابعيد يكون إلتهاب كبد وإنت ما جايب خبر!! – من يومين وشك شايفو ماطبيعي ولونك شاحب شديد ، يا خينا أسمع نصيحتي وأمشي لدكتور مسالك ، مابعيد الحكاية تكون فشل كلوي ، أسمع نصيحتي وألحق نفسك !!
لاتزعلوا
المفضلات