العنوان مقتبس من موضوع : شغلن قلبى لمان بص الروصيرص فات .. فى موقع آخر
المشهد الأول : كورال الخرطوم
قبل 3 أسابيع – و نحن على بعد 3 أسابيع من الأنفصال – كنت قاعد فى فندق الهيلتون و اللى ما عرفت انو اصبح فندق كورال الا فى ذلك اليوم .
الجزمة لون .. و البنطلون .. و يا عيون المها يا عيون .. اثنين كل واحدة أحلى من التانية . من وين جابو اللون ده ما بعرف .. و من وين جابوا القوام دى عارفها . من جنوب السودان . ذلك الجسد الرائع ذا البشرة المشدودة و الباقى تموهوا خيال ..
و الله زمان يا حياة .. و حياة دى واحدة صاحبتنا زمان لا قيناها فى جوبا . و يا ما سهرنا و غنينا و صبحنا .. و حليل ايامك يا عبد الظاهر .. ذلك التاجر الشمالى الذى ما ورد المدينة الحالمة على ضفاف بحر أبيض ضيف الا وكان فى استقباله .. عزمنا فى بيته حتى الصباح و ذبح ما شاء الله له أن يكون .. و لأنو نحن كنا ( أكيله ) آخر الليل عندو قفص ممتلئ بى دجاج الوادى .. لم يبق منه شئ فى صباح اليوم التالى .. له التحية ان كان حيا و له الرحمة اذا انتقل الى الدار الآخرة ..
حياة كانت دائما معانا .. و معاها بتها الصغيرونه الحليوونه .. و لم لا .. نتاج التمازج الواقعى ( تقول لى مادلينا ) . و ربما ما أراه أمامى هو نتاج هذا الجيل . و ربما واحدة منهن أو الأثنين بناة حياة . و لا يا ربى يكونوا بنات بتها الحليوة .. تشابه على البقر.
حزنت كثيرا و أنا أطلق العنان لخيالى المتشائم .. كيف ستكون الحياة لهاتين اليانعتين فى ذلك الجزء الغالى من وطنا الكبير بعد التاسع من يناير . و تلك المعاناة المتوقعة بأمر سادات القصر العالى لهاتين الفتاتين و غيرهم كثر .. و الجميع يعلم مآلات الأنفصال فى ذلك الجزء المسمى جنوب السودان حيث لا شئ و كل شئ . لا شئ لهولاء الضحايا و كل شئ لأصحاب الحظوة ..
فتحت عينى هنيهة و رفعت رأسى على أصحاب الدار . دينق آلور و حاشيته يدخلون بهو الفندق الى اللوبى تنتظرهم مجموعة من ذوى البشرة البيضاء . جلس الرجل و توسط المجموعة و نواصل ..
المفضلات