يا مبتعد دقسه
الدنيا ومضه وتفوت
والعمر ذى نور البرق يحرق قبل ما ينحرق
واقفين طوابير شان نموت
هى كلمات صاغها الشاعر محمد الحسن سالم حميد
استهليت بها هذا الموضوع للدلالة على ما تحمله من معانى سامية ومعاشة فى واقعنا
فكلنا فى هذا الصف الطويل منذ أن ولدنا وراينا النور على وجه هذه الفانيه
فمنذ ذاك الوقت ونحن نقف على هذا الصف الطويل مننا من قضى نحبه ومنا من ينتظركما قال الصافى
الصافى
واحد ساكن فى حينا
لو قلت الصافى مافى زول بعرفو ليك الا تقول الشيخ - شيخ الصافى - ناس حينا ديل ثقيلين ثقاله
الصافى عُرف بالشيخ لورعه وتقواه وصلاته الغير متقطعه ودائماً ما تكون فى المسجد , فهو دائماً ما يُرجع اليه فى كل امور الدين لو لاقاك فى الشارع سااى اسلم عليك بالتحيه كلها تقول نحن فى السنه الهجريه الثانيه , وله هيبة افترضها جميع سكان الحى له رغم انه كان لا يعمل الا على مزاجه مره مره كده معتمداً على وضع الاسره الممتاز , فشهرياً يدخل جيبه كذا مليون من اجارات العقارات التى تمتلكها
اسرته القليلة الافراد .
ولكن الصافى كان لا يختلط مع الناس الا قليلا او قل نادراً لشئ فى نفسه , البعض فى الحى فسر هذا بانه نوع من الافتراء او الثقاله وذهبوا الى ما ذهبوا اليه فى تحليل هذه الشخصية ,فهو لا يشارك اهل الحى فى الافراح ولا الاطراح . يعنى وجوده من عدمو واحد , سكان الحى لا يخوضون فى هذه السيرة ابداً وذلك بإعتقادهم انه شيخ لا يجوز الكلام عليه هكذا .
ما قلنا حاجه لكن ....
(سيكا ) واحد من شرامة الحى قال :
والله الصافى ده انا ما بريدو لوجه الله , يا زول مالو معاك .....؟!!
سيكا طبعاً شخصيه مناقضة لشخصية الصافى -واضح من الاسم- رغم ان كلام سيكا به الكثير من الخطاء كما تعلمنا من ديننا الحنيف فانه لا يجوز ان نكره شخصاً مؤمناً ,وكمان لوجه الله اصلو ما ممكن فالمؤمن من يحب لاخيه كما يحب لنفسه ....
سيكا شاب ممتاز ومحبوب فى الحى , تراه فى كل صغيرةً وكبيره فهو خدوم ووسيم رغم وضعه المادى الغير مطمئن -سايق ليهو رقشه- الا انه كان لا يهتم للمال كثيراً فهو راضى بالقليل , الشى الذى جعل له مكانة طيبه فى نفوس كل اهل الحى . رغم تلك الصفات المحبوبه الا انه كان لا يصلى ولا صلاة العيد حتى ان البعض كان يسخر منه كما قال (دامبا )(سيكا ما عارف الجامع بجوه كنب ولا فرشات )كما ذكرت لكم انفاً انه شخصية معاكسه تماماً لشخصية شيخ الصافى وكمان دامبا ...
فاتنى ان اعرفكم ب دامبا الرجل الفكاهة فى الحى , نعم دامبا من اسره برتارية الى ابعد الحدود ولكنهم من الذين يضربوا الهم بالفرح ,هكذا وجدوا أن الحياة اسهل بكثيرويعتمدوا على القليل من الدخل الذى يتوفر من مرة لاخرى عبر الهبات التى تاتى من الجيران او الصدقات التى تاتى من ميسورى الحال او الذكاة التى يخرجها المسلمين فى عيد الفطر المبارك ...
ولكن
كان ذلك اثره سالباً على دامبا وهو الابن الاكبر فى البيت فإعتمد على هذه الدعومات -قلبو مات- فتراه فى المساء يشرب الخمر وينكت فى النكات وحوله اصدقاء السوء الذين ياتوا من كل فج عميق للاستمتاع بالكلام المضحك الذى يتفوه به دامبا وهو ثمل ....
يطول الحديث عن حينا وتلك الشخصيات الجميله التى اظن انها لاتوجد فى اى حى من احياء مدينتنا , فى بعض الاحيان ادعو نفسى للتفاخر بانى ولدت وسطهم ونشأت بينهم كيف لا وهم اعلام فى مجتمع المدينة يحلو ويطيب الحديث لاى شخص معهم وسيرتهم على لسان كل اهل المدينة بطرائفهم وشجاعتهم ومواقفهم مع الجميع ......ولكن فى كثير من الاحيان اجد نفسى افكر تفكيراً غريباً بعض الشئ ..هذه الشخصيات هى واقعنا المجتمعى , فإن لم تجدها كلها فى كل حى تجد واحداً بنفس هذه المواصفات .
ولكنى ادعوكم للتوقف مرةً واحده هنا ..
لنعيد التفكير فى حياة هؤلاء ونحن معهم , هل هكذا ستستمر حياتهم وحياتنا ؟!!
ربما اكون او تكونوا او واحداً منا بنفس هذه الشيم
السؤال الذى طرحته كثيراً كثيراً واجده الآن يدور بذهنكم
هل هكذا تكون حياتنا حياه ام انها اقرب للموت والفناء من الحياه ؟
هل هكذا نسمى انفسنا احياء ام اموات ؟
هل هكذا نكون قد ادينا المطلوب منا فى حياتنا على اكمل وجه ام اننا ... ؟
هل نحن مقتنعون بما نؤديه من ادوار فى هذه المسرحية الكبيرة ؟
هل نحن احياء ام اموات ؟
ام
سبق لنا الموت !!!
ربما يقول البعض ان الحياة هى الدين , ويختلف معهم قائل بان الحياة ليست الدين فحسب وانما معها المعاملة -فالدين هو المعاملة- وياتى آخر ليقول أن الحياة هى دور متكامل نلعبه بحيث تكون هنالك افرازات موجبه نولدها ليستفيد منها من ياتى بعدنا ليواصل على نفس النسق وهكذا ......
اسأل نفسى واسألكم ايضاً
هل هنالك دور نلعبه فى هذه الحياه نكون به راضون عن انفسنا , دور متكامل لا ينقصه دين ولا دنيا
هل هنالك سبب من عدمه لوجودنا على وجه هذه الفانية نعيش من اجله لنضمن لانفسنا مقعداً فى الاخرة
بما انه لا بد من تواجدنا فى الاخرة لكن على اى شاكلة , فهنالك من هم يخلدون فى الجنة وآخرون يخلدون فى جهنم وذلك طبعاً بعد الموتة الاولى ..
فهل نحن الان احياء ام اموات وهل سوف نموت اكثر من هذا ؟
المفضلات