في التسعينات وحتي بدايات الالفينات أو قول قبل ما أسافر برّة البلد عديل .. كنت من روّاد ذلك الطريق الذي يتوسّط السوق العربي الخرطوم .. الذي يفصل مابين الجامع الكبير وتلك العمارة المشهورة بتاعة ( الدّهب ) .. بإمتداده من القـُبّة الخضراء سابقاً الي البنك السوداني الفرنسي الذي ترقد بجواره ( سينما كلزيوم ) .. كنت آتيه من جهة الجنوب قادماً من موقف جبرة .. وبعد أن أصله أقرر الي أين سأتـِّجه هذا اليوم .. فإن أردت الذهاب الي أمدرمان فمواصلاتها كانت ( لِصِق ) مع ذلك الشارع .. وان قررت الذهاب الي الحدائق ( كَدَّاري ) فرحلتي تبدأ من ذلك الطريق وهكذا .. كنت أعشقه رغم الزحام والجُّوطة التي تسوده ومصدرها اولئك الباعة الذين قد إتخذوا لهم من أطراف ذلك الطريق ( مُفـْترشاً ) .. واصبح الكُل ينادي الزبائن لِما يفترش من بضاعه .. كُتُب بأنواعها , مجلاّت , اشرطة كاسيت , سِبَحْ , عطور , الكترونيات , أيِّ شيئ .. وزي ماقالوا اهلنا العرب ( بي رَمَاد وشـَّهِنْ ) رخااااص رخصة شديدة .. كنت من المتفرجين ليس قصداً ولكن ( فـَلَساً ) .. ألِف وأعاين ومرّات أمسك بعض المعروضات وأسأل عن ثمنها وقبل أن يجيبني البائع عن كمْ هو الثمن يجدني أرد عليه ( غالية ياخ ) .. وبكل خبرة منه يتجرجر معاي ويبدأ في تنزيل السِّعِر شوية شوية وبرضو لم يجد مني غير والله غالية ياخ .. ولمّا يصل مرحلة الزهج يخاطبني إنت دايرا بي كم ؟ ويجدني قد ذهبت بعيداً عنه ..
مشاققة :
الناس ديل ببيعوا رخيص كدا الحاجات دي بجيبوها من وين ؟
المفضلات