كلما تذكرت الزهو الذي سرت به وأنا في طريقي لامتحان رسالة الدكتوراه في الاسابيع الفائتة كأني ( الصادح المحكي والآخر الصدي ) والذي اولاه لي ظني بمعرفتي الكافية بقواعد اللغةو رغم أن البحث نقدي أدبي إلاّ أن اللغة لاتنفصل عن بعضها البعض ، كلما تذكرت ذلك مر بخاطري بيت مصطفي حمام :
علمتني الحياة أني مهما اتعلم فلا أزال جهولا
دخلت قاعة الامتحان وكان جلوسا علي يميني بروف القرشي وزير الثقافة بالولاية ممتحنا خارجيا والرجل ذو باع في الادب والنقد والقواعد ، موسوعة كما عهدناه من خلال كتبه ( عادات سودانية )( بين الأميرين الشاعرين) وغيرها وكانت معرفتي به من خلال ما أتيحت لي من فرص لحضور بعض مناقشات طلاب الدراسات العليا بالجامعة .
بدأ الرجل باطراء زاد من زهوي بما تعلمت وكتبت و كذلك بموضوع الرسالة وطريقة العرض إالى أن قال نبدأ في نقد الجانب الآخر (إنتي يادكتورة عندك مشكلة في بعض أحرف المعاني ) الجملة ذات حدين هذا مادار في خاطري حينها فبعد دقائق سأعرف طعم الدال إن كان لها طعم ، وفي ذات الوقت نبهتني إلى جزء هام من تقصيري في معرفة استعمالات تلك الاحرف ، كم كنت اظنها هينة بسيطة ( في - من - على -اللام ) مررت بها كثيرا ماتوقفت عندها بالقدر الكافي نزلت أخطائي عليّ مثل إبر النحل وأكاد أحس بالمتنبي يهمس في أذني :
تريدين لقيان المعالي رخيصة ولابد دون الشهد من إبر النحل
هذا النحل تلك الحشرة صغيرة الحجم والتي تعرف مهامها جيدا فمملكتها عالم من النظام والاتساق والدقة رغم ان حجم مخها لايتجاوز حبة السمسم الا انها تقوم باعمل كثيرة تفوق مقدرتنا نحن بني البشر فسبحان الخالق المبدع المصور ............ تلقيت إبري وخرجت وفي وجهي ابتسامة عريضة تتقبل التهاني وقد تضاءل الزهو وحل محله الإصرار والدافع لأن أكون ملكة للنحل الذي وخذني فجمعت كتبا عدة عن أحرف المعاني واستعملاتها ....... وأكاد أجزم ان هذا المقال يحمل بعض الخطأ من تلك الأحرف فتقبلوه حتي يأتي اليوم الذي اتوج فيه ملكة لتلك الحروف وليس علي الله ببعيد . ودمتم
المفضلات