· هذا الموضوع ولأهميته في الحفاظ على مجتمعٍ نظيفٍ خالٍ من الشكوك التي تساور الناس يحتاج منّا أن نتناوله بصفةٍ دائمةٍ وبثقافةٍ ضروريةٍ عبر كل أجهزة الإعلام المختلفة والإعلام الشعبي على وجه الخصوص حيث أنه يُعد الناقل الأول للثقافة المطلوب اتخاذها بتوعية مجتمعاتنا بمسألة التوافق الفكري بين أي طرفين يفكران في ارتباط أزلي لحياةٍ طويلةٍ يحكمها التوازن الضروري بينهما، فيجب على كل إنسانٍ راودته فكرة الزواج أن يضع في أولى اعتباراته واهتماماته بالتأكد أن من فكّر في الارتباط بها توافقه فكرياً وثقافياً ويغوص في المجتمع الذي حولها لمزيدٍ من المعرفة ويحاول الجلوس معها لمعرفة مستوى فهمها وثقافتها ومدى توافقهما في الرأي وما إلى ذلك.
· ولأن هذا المشكل لا زال منسياً أو بالأصح لم يجد الاهتمام الكافي من الجهات المعنية به مثل وزارات الثقافة والشئون الاجتماعية والشباب ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء كُثر يهمهم الأمر طرحناه في هذه المساحة ليتداوله ويتناوله المهتمين في الصحافة والحكومة بوصفه هَم مشترك قد يتأثر به أي إنسان أو أي مجتمع من جراء طلاقات كثيرة وفيها الذي حدث من داخل الفنادق أثناء شهر العسل ونماذج مخيفة جداً أكثرها من عدم التوافق الفكري أو الثقافي بين الطرفين.
· وإذا طرحنا سؤالاً عاماً لنا جميعاً وقلنا فيه لأولادنا وبناتنا الذين حدثت بينهما طلاقات من أشهر الزواج الأولى!! إذا سألناهم عن زيجات الآباء التي استمرت لأكثر من نصف قرن ولا زالت حياتهم ماضية ولا زال ارتباطهم ببعضهم أكثر قوة ومتانة واستمرارية ولا زالت زيجات أخرى استمرت لما فوق الثلاثين عاماً وأكثر.. بماذا يجيب جيل هذه الأيام أو كما يحلو لي جيل (الطلاقات)!!
· نترك الإجابة لهم لكن أيضاً وجب علينا أن ننوّرهم ببعض النماذج عن زيجات وقعت زمان عندما كان التوافق الفكري والثقافي في نظرهم (فلسفة ليس إلاّ) بل يحلو لنا أن نسميها زيجات وقعت (هبتلي)!! وأعني بذلك أن في تلك السنين الماضية والمزدهرة كان الزواج عند الآباء بطريقة (فلانة) لابن عمها (فلان) دون أي استنكار فقد قال الرجل كلمته أن ابنته (علوية) مثلاً لابن عمها (عبود)... تلك كانت أغلب الزيجات التي تتم ولا زالت حياتهما مستمرة.. فإذا كانت (علوية) التي تزوجها ابن عمها قبل أربعة عقود من الزمان ولا زالت رهن الخدمات ومفاخر ومباخر وعيونٍ فاهمات تعرف الوقت المناسب فتُحاسب وتحاسِب ليس في الدنيا حرج كما قال الراوي.
· بماذا يجيب هذا الجيل على تلك الزيجات واستمراريتها إلى يومنا هذا وهم يطالعونها ويعايشونها.
· أنا عن نفسي أعرف تمام المعرفة أن (المرأة ناقصة عقل ودين) وأعرف أن جُلّ الشعر وكلمات الجمال الشامل نُظمت في المرأة وأعلم أنه لولا المرأة والبحر لما بقينا فكلاهما يمنحنا الملح الذي يحفظنا.. وأعرف أن بعض النساء اعتدن عكننة أزواجهم وإفساد الجو الجميل بكلمة واحدةٍ جارحةٍ وقد تغلب البيت إلى جحيم.. وفي ذات الوقت يجب على الرجل الحكيم أن يطفئ تلك النيران بفهمه وقدراته على التحمل وعليه أيضاً أن يفكر جيداً وملياً في أولاده قبل أن يرتكب حماقة ويقوم بتطليقها فيحدث ما لا يحمد عقباه وهنا مكمن الاستمرارية.. كلمة حلوة من هنا وأخرى من الطرف الثاني تعود العلاقة الزوجية إلى طبيعتها وهكذا سُنة الحياة ودونكم ما حدث لـ(سيّد الخلق محمد ابن عبد اللـه صلى اللـه عليه وسلم مع زوجاته).
· النماذج كثيرة جداً وأكثرها خطورة أن هناك زيجة بين اثنين مضى عليها ردحاً من الزمان تكللت بنجاحٍ كبيرٍ ومسيرة حافلة بكل ما هو جميل حيث استمتع الزوجان بالسفر لسنينٍ طويلةٍ لدولٍ كثيرةٍ من دول العالم.. أثناء تلك المسيرة رزقهم اللـه بالبنين والبنات مضت حياتهم الزوجية في أجمل ما يكون شهد بها المقربون منهم ثم تمرحل الأولاد والبنات بمراحل الدراسة إلى أن بلغوا الجامعات وتخرّجوا منها وولجوا عالم العمل بشهادات رفيعة المستوى ومسيرتهم من أجمل ما يكون.. فجأة وفي لحظةٍ شيطانيةٍ بدأت تدب بينهما الخلافات التي ربما تسبّبت فيها الظروف الاقتصادية فانفصلا عن بعضهما بعد زواج استمر لأكثر من ثلاثين عام فهي حالة فريدة وغريبة جداً في مجتمعنا السوداني.. تلك الحالة أدخلت الأولاد والبنات في حالةٍ نفسيةٍ سيئةٍ خاصةً بعد أن تزوّجت أمهم من رجلٍ آخرٍ أرادت أن تؤكد لمن حولها ولطليقها تلك المقولة الشهيرة (كيدهنّ عظيم)!!.
· لقد قلنا أن الموضوع شائك وخطير والإبحار فيه شاقٌ وعسير وحالات الطلاق التي حدثت ولا زالت تحدث فيها نسبةً كبيرةً تتسبب فيها شقيقات الرجل أو والدته خاصةً إذا كانت زوجة ابنهم تقطن معهم بمنزل الأسرة ودائماً ما تبدأ الخلافات بأشياءٍ صغيرةٍ لا ترقى لاتخاذ قرار ينهي مسيرة حياة زوجية تكللت بالنجاح والبنين والبنات.. ثم تكبر الخلافات ثم تبلغ مبلغاً خطيراً ينتهي بها المطاف للطلاق ثم الشتات ثم الندم!!
· هناك حالة طلاق بالثلاثة حدثت لزيجة استمرت لأكثر من عشرين عام اختلف الزوجان فأثّر ذلك على الأولاد والبنات في مسيرتهم العلمية وفي حياتهم المعيشية وفي المجتمع الذي حولهم ثم بعد ذلك تزوج الرجل بأخرى يحسب أنها من (كوكب آخر) وقد تحيل حياته لنعيمٍ ورفاهيةٍ بالرغم من أنها مثلها مثل طليقته الأولى وسودانية الجنسية، وقد تستمر حياته في بداية الزيجة على أجمل ما يكون.. لكن السؤال المطروح ما الذي سيضمن لهما استمرارية الزواج.. وفي تقديري أن هناك ندماً كبيراً قد يصيب الرجل مهما كانت فرحته بزوجةٍ صغيرةٍ جميلةٍ لأسبابٍ جوهريةٍ في مقدمتها المقارنة بين عمريهما وقد لا تجد سعادتها معه بتلك المقارنة الواضحة حيث الفارق الكبير بينهما في العمر وهنا مكمن صعوبة أداء واجباته (وحقوقها الشرعية!!) تجاهها وقليلون من يخوضون مثل تلك التجربة ودونكم صحفي سوداني كبير في مقامه وفي عمره خاض مثل تلك المغامرة التي أودت بحياته لصعوبة أدائه لحقوقها الشرعية مقارنةً بالأعمار حيث أن الفارق بينهما في العمر شاسع وكبير فلقى حتفه من أول أيام تلك الزيجة واكتفى بهذا القدر لرواية القصة تفادياً للإحراج.
هذا الموضوع كبير وخطير وقد يقع لأيٍ منّا في أي لحظةٍ لذا وجب التفكير والكتابة حوله وبكثرة علّنا نعالج جزء يسير من حجم المشكلة.. وإلى أن تبدأ دعوتنا للتناول في هذا الموضوع ودعوتنا للباحثين النفسيين وللصحفيين والمهتمين في الكتابة عن حالات الطلاق المخيفة التي لن تقف عند هذا الحد.
طوّلوا بالكم مع نساوينكم وعالجوا أموركم الأسرية في سريةٍ تامةٍ ولن تنتهي المفاوضات والمناوشات بين زوجين ضمّاهم غرام ولاّ ضمّاهم (جن أحمر) والحكاية سيك سيك معلّق فيك والبزهج من زوجته إن شاء اللـه يسافر (شاطئ بتايا بتايلاند) أسبوع أسبوعين ويعود لممارسة حياته الزوجية والمعيشية والرجالة أنك تتحمل ما يحدث عبر مسيرة الزواج وتعالج ما يمكن علاجه بعيداً عن الطلاقات وبلاش فضائح!!
نختم هذا المقال بتلك العبارة التي هي بمثابة دعاية لإحدى شركات المواد الغذائية.
يا رز الوابل.. يا بيت أبوي!!
احسن تجيبو ليها رز الوابل
المفضلات