أحبتي الكرام يا أهل واسطة العقد الفريد سرة فاطمة السمحة (( مدني الحبيبة )) :
لقد عهدتكم دوما أحبة وتحبون الضيف وتؤثرونه على أنفسكم ، ولقد سبقني أخوة كرام أدلوا برأيهم في هذا البوست وغيره من البوستات التي تحمل نفس المضمون ، وتثير بعض النقاشات أو تطرح بعض الآراء ، ولقد أعجبت أيضا ببوست " الصياغة القانونية للقرارات الإدارية " لمولانا جلال وتابعته بعناية لما فيه من فائدة في المضمون ودروس في أدب الخلاف ، ولكني تفاجأت بأن يكون أحد فرسان ذلك الحوار الرااائع ينسحب من الموقع ويترك في النفس غصة .
لقد ظللت لعدة أيام اقرأ وأتابع ما كتب في تلك البوستات ، ولقد تألمت جداً بأن يقرر مجلس الإدارة إيقاف عضو أو أن يقرر عضو فاعل عزيز علينا من تلقاء نفسه أن ينسحب من الموقع ويودع هذا النهر الدافق ويترك أخوة له سعدوا بحروفه واستأنسوا لرأيه وشاركوه التفاعل والحوار حتى وإن كان باختلاف الرأي الذي لا يفسد للود قضية ولقد جاء في مداخلات بعض الأخوة الكرام الكثير من الكلم الطيب الذي يشرح الصدر ويثبت أن هذا النهر الدافق حتى وإن كان موسم الفيضان فيه يعكر صفوه بالطمي إلا أن هذا الطمي يكون نافعا حين يقبع في الجروف وتهدأ النفوس وتتصافى .. فالأخوة (( خالد الزين ، وأنور النور )) يحق لهم أن يختلفوا مع من يروا أنهم يخالفهم في الرأي ويحق لهم أن يتخذوا من القرارات ما يرون أنه يريح بالهم وترضاه أنفسهم وفي ذات الوقت يسعد الآخرين حتى لا يكون سبب قلق وضيق لهم ، وهنا أوجه سؤالي لهم :
** هل تجدون في فراق الموقع ووداع جنباته الزاخرة بالكثير المفيد خير لغيركم وراحة لكم .
يقيني أنهم لن يكون مرتاحي البالي لأنهم أناس من الأصالة بمكان وحبهم لست المدائن لا يساويه حب وأقلامهم أمتعتنا وشاركتنا وأسعدتنا حتى الثمالة ، ولذا أعتقد حتى الراحة النفسية لن تتأتى لهم من هذا الفراق ، إذن فعشمنا أنهم عائدون بإذن الله ، خاصة إذا نظرنا لأوجه الخلاف التي هي اختلافات في جزئيات وليست في جوهر الهدف الأساسي للموقع والغاية منه التي هم حريصون أكثر مني ومن غيري عليها ، وهنا لا أريد أن أفصل تلك الأمور التي عليها الخلاف حتى لا أزيدها بعدا على تباعد يفتح باباً آخر للتحاور واختلاف وجهات النظر ولكني أركز على أن الجوهر والأهداف الأساسية والتي لا خلاف عليها وإن كان هنالك تقصير في تطبيق ماده أو ظلم وقع على أحد نتيجة خطأ غير مقصود فإن معالجته ستتم وبالحكمة والروية التي عهدناها في الجميع هنا .
أحبتي الكرام ..
لقد سعدت جدا بالمثل الذي أورده الأستاذ / عصام حسين :
((أذكر وأنا في بداية تدريبي بمكتب الأستاذ مجدي سليم المحامي أن أرسلني مع أستاذي المرحوم الزبير تميم الدار كشاكي في قضية جنائية وحقيقة لم أنتبه لأسماء المشكو منهم ، وفي مدخل القاعة وجدت بجانبي أستاذ درسني في الإبتدائي ويسكن في نفس الحي الذي أسكنه .. فما كان مني إلا وأن عقدت مجلساً للصلح خارج القاعة حملت معي تفاصيله للقاضي والذي باركه .. وإنتهينا من النزاع وبدون أتعاب طبعاً ..
بشرح ما حصل للأستاذ مجدي قال أننا أبناء مدينة لا ننفع في إدارة الخصومة كمحامين يترزقون من هذا الباب .. وأشار لي بأن أبحث عن وظيفة أخرى أو الرحيل إلى مكان آخر غير هذه المدينة .. لذا كان أول درس تعلمته هو أن أجهز نفسي لرحيل قسري ..
قصدت من سرد هذه الوقائع تثبيت أن عناصر تكوين إنسان المدينة قائمة على التمرد على النصوص ، ويحكم إنسانها علاقات حميمة منذ الصغر يحملها بقدسية ولها قوتها أكثر من أحكام القضاة ..
أحد القضاة من الذين أتوا إلى مدني بعصاة التأديب إقتنعوا بأن أفضل ما تأدب به إنسان مدني هو الكلمة الطيبة ..))
فحقيقة هذا هو إنسان ودمدني الذي عرفناه وعاشرناه وزاملناه ، فلم الابتعاد والفراق يا أحباب .. نناشدكم بكل الحب الكامن في أعماقكم لودمدني ، وبكل الشوق القابع في أحشائنا لكم ولحروفكم أن لا تفارقونا بل كونوا عضد لنا وقلم يكتب لينتقد ويعبر ويطرح الرأي حتى وإن لم يؤخذ به في قرارات مجلس الإدارة وفي مسيرة الموقع فإننا نستفيد منه نحن الذين نتعلم الكثير منكم ومن الجميع ومن بعضنا البعض .
** ختاما آآآآسف جدا للإطالة ودمتم جميعا في ود وحب وتراحم كما عهدتكم .
المفضلات