1. العبرة و العزاء في تأتي أخيراً
و ليس آخراً. و لنا في رسول الله
أسوة حسنةٌ إذ أتي خاتماً.
*****(((((+)))))*****
و لعل مجيئي كان بالعكس تماماً،
لإخراجكم إلى دوائر تواصلٍ أشمل. عطفاً
على ما بدأنا به، أقول إن التواصل لموضوعٌ
ثرٌّ و ذو شجون و مَعْنِيٌّ بأصحاب شأن خارج نطلق
دوائر تلك الحواكيرِ المُرَسَّمةِ على هوانا كبني بشر, و إن كنا
نحن من سخرت المخلوقات لأجلنا و (جعلت الأرضُ مهاداً
والجبالُ أوتاداً و بنيتْ فوقنا سبعُ بناياتٍ شداداً و أنزل
لنا من السماء ماء ثجاجاً و أخرج لنا به حب و
نبات و جنات ألفافاً.. متاعاً لنا و لأنعامنا).
*******(((((((+))))))*******
و السؤال هنا.. أليس حري ببني الإنسان
ان يخلقوا تواصلاً حميماً مع بقية الخلائق من حولهم؟,
ليس لزاماً بلسان المقال أو الأيماء و إنما بلسان الحال
و بأريحية حسن النوايا ، بمعنى أنه إذا كان لا بد من لقاحٌ
أو صدام حضارات فمن باب أولى، بل الواجب أن يشمل هذه
المخلوقات غير الناطقة (أو الأحرى أنها ناطقة و لكن بتسابيح لا نفقهها)
التي هي جزء من الحضارة الإنسانية، إن لم تكن سبقتها إلى الكوكب
(و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة). ثم على
من عرضت الأمانة فأبينَ (أبيان جبلة لا عصيان)أن يحلمنها
قبل أن يحملها الإنسان ذاك الظلوم الجهول؛ ثم من علم
هابيل أن يواري سوءة أخية لما جني عليه
فقتله. أليس هن ذاك الغراب الذي يتشاءم
الكثيرون من حلكة سواده؟!
*****(((((+)))))*****
مر نبي الله سليمان
(على نبينا و عليه أفضل الصلاة والتسليم)
على نملة فوجدها (رافعة كريعاتها تتقول: رب اسقنا المطر)
وقد أجيب دعاؤها فتبسم ضاحكاً و لما جاء قومه وقد خرجوا أيضاً
يستسقون المطر قال لهم: "ارجعوا إلى بيوتكم فقد سقيتم بدعوة غيركم".
وسليمان أيضاً من دل على وفاته سوى دابة الأرض ..تأكل منسأته (عصاه)؟
.أقول: إذا فرق الخالق عز وجل بيننا والبهائم بالعقل فقد جمع بيننا بشيء
أعظم هو الفطرة بل قد تتفوق علينا قي ذلك.
1. *******(((((((+++)))))))*******
الشيخ الشعراوي له تفسير بدا لي عجيباً ,
حين قال إذا شبعت البهيمة فإنها تكف المضغ
و لا تأكل مزيداً أبداً حتى تجوع ثانية.. أما نحن فحدث
ولا حرج وكمان واحدين يفلسفوها يقولوا ( يا زول أديها بس.
الأكل قعدات و الشبع على الله) و (زاد الحبان ليه بكان) والحيوان
مطمئن على رزقه.. أما أنا فملهوف عليه أشيد له الصوامع والمستودعات
( و ما من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم).بربك هل رأيت ليك بهيمة
دارعة ليها خرتاية (مخلاية)؟!! بل ذهب شيخنا الشعراوي إلى أبعد من هذا
و قال: إذا هم الفحل بإتيان أنثاه فتبين له أنها حبلى ( شم فيها درار)
يعتزلها و لا يقربها حتى تضع حملها, ذلك لأن فطرته أن يأتيها
ليس عن شهوة بل لأجل سنة التكاثر و حفظ النسل
و بقاء النوع في الأرض؛ فمن علمه هذا؟!!!.
*******(((((((+++)))))))*******
أخيراً ، و أظن أننا شطحنا كعادتنا أو كدنا
نخرج عن سياق دوائرنا المحكورة . و لكن لابد أنكم
سعمتم بحكاية تلك السيدة الفرنسية التي خرجت للتنزه
و تبعها كلبها المدرب. فلما اشتعل حريق طارئٌ في منتجعها
حتى أغشي عليها من هول الحادث ، أدركها كلبها مسعفاً. فلما هم
بإعطائها (قبلة الحياة) نيش عليه حارس المتنزه ببندقية صيدٍ ليرديه قتيلاً!
أو لم يذهب الكلب ضحية وفائه العجيب الذي كان ليس في محله؟ فكان جزاؤه
أنه أدى رسالة التواصل عملياً كما استوعبها خاطئاً على طريقته ككلب.
و لكن لعل من دربوه رجعوا إلى أصلهم في فهم أن (الكلب كلب و لو
ترك النبيح، والعبد عيدٌ و لو سبلت عمامته)! فما أشبه جزاءه
بجزاءباني قصر الخورنق، الباشمهندس/ سنمار
قال عالم متحضر قال!!!
*****(((((+)))))*****
يقول المتنبي في معنى قريب من هذا:
أفاضل الناس أغراضٌ لذا الزمن
يخلو من الهمِّ أخلاهم من الفطن
إلى أن قال:
و حولي بكل مكانٍّ منهمُ خلقٌ تخطئ
إذا ما جئت في استفهامهم بمن!!
********(((((+++)))))********
المفضلات