الدباغة

وانا جالس تحت شجرة البساتنا في تقاطع شارع البحيرية مع شارع بابكر كرار وامام دكان ود ابوطبيلة كنت ارى مجموعة من الحمير تاتي وهي تحمل جلود مدبوغة في طريقها الي سوق الجلود من الدباغة لم يكن في اغلب الاحيان لايرافقها شخص .
في بعض الاحيان كان يرافق هذه الجلود اشخاص يرتدون ملابس من الدمورية قد اسود لونها واصبحت كانها هي مصنوعة من الجلود كان هولاء الشباب يبدو انهم من المغاربة وكانوا يلبسون نظارات نظر علي التوالي الامر الذي دعانا ان نقول ان دباغة الجلود والقرض والملح المستخدم له دور في تدهور نظر هولاء الشباب في كثير من الاحيان كان يرافقهم عوض وهو يرتدي الثوب الاخضر ثوب الدراويش - ثاني منغولي في ودمدني اعرفه بعد عثمان مانو _
وعلي سيرة المنغوليين يوجد حمادة ابن ناس ابراهيم عديلة في مايو – والصيني في مايو بالقرب من منزل ناس مجدي بيض وعماد لقمة – واظرف هولاء المنغوليين هو علي ود شامة والده صالح علي صالح من تجار الاقمشة بسوق ودمدني بالقرب من دكان موسى العربي وميرغني ابوجون وعمر الامام –
يسكن علي ود شامة بحي بانت يحكي عنه انه مر بجامع بانت والمصلين جلوسا في الركعة الرابعة من صلاة العصر وعند شبابيك الجامع قال السلام عليكم مماتسبب في خروج الكثير من المصلين عن الصلاة بعد تسليمهم قبل الامام .
لااعرف من كان يقوم بعملية الدباغة في ذلك الوقت ولمصلحة من هل الي ال بدوي محمد وعبدالله ام الي عمك الشيخ والد بابكر الشيخ واخوانه دكتور طارق والتاج – المهم هذه الجلود كنت اراها كل يوم وهي تمر من امام منزلنا جلودا خام وتاتي في مرات اخري وهي مدبوغة ومرصوصة ومرتبة علي تلك الحمير.
عندما تزكر الدباغة يتبادر الي ذهني وللوهلة الاولي عائلة النور ود البشير وابن اختهم حسينة الفنان الخير عثمان والفنان رمضان حسن اخيه من الرضاعة وكذلك عائلة عمك جادالله الشهيرة ببيع السمك في مطبخهم الشهير بالسوق الكبير وابن اختهم الفنان الراقي ابوعركي البخيت .
حي الدباغة هو منبع الفن يظهر فنان اخر موهوب في الغناء ووضع اللمسات الجمالية علي العروساتة في ذلك الكوفير والاستوديو حيدر عبدالله الرفاعي وبالقرب من منزلهم تظهر مطربة جميلة الصوت والشكل من عائلة بسيطة تسكن في منزل بسيط علي ضفاف النيل وبالقرب من منزل ال الرفاعي .
في الدباغة موردة الخشب وعاشق سيد الاتيام عثمان نورالدائم وعمك الكرسني وفي الدباغة استاذ عبدالحميد الطيب –
في الدباغة نادي الشعلة الرياضي وسليمان مويه وابنائه جمال جاموس وتلك السيرة الشهيرة مع عمر ملكية في مباريات الاهلي والشعلة واخوانه التوائم علاء وضياء وحموري وعشق نادي الشعلة سفيان الطويل اخو صلاح الامين وتندبا وتلوب وكل ذلك العقد الفريد من ابناء الدباغة .
عندما تريد ان تطفي نار الفول بعد وجبة دسمة منه يتوجب عليك الذهاب الي دكان عمنا عثمان العوض في شارع الدباغة مقابل قبة ودكنان وذلك العنقريب الشهير في برندة الدكان - وشراب الحليب البارد في زجاجات او طلب كمية اكب عن طريق الجك الكبير مع الكيك المتوفر في الدكان دائما .
عمنا عثمان العوض الحربيابي وعائلة الحربيباب في ودمدني منهم عبدالوهاب حاج الجاك منزلهم عند محطة الاشراف وابوالكيلك في حي مايو لتاجير الكراسي والصيونات وناس عبدالله الكلب كان موظفا ببركات وزوجة طه ركابي همام وابنه صلاح والكثي منهم في جوه البلد وبانت .
عمنا غثمان العوص الحربيابي له من الابناء السر وابوعبيدة وكان له كشك شهير من الاكشاك في نص سوق ودمدني عرفت باكشاك الاحذية معه من المشهورين ايضا عمنا الطاهر والد استاذ عمر وعلي وعبدالرحمن –
بعد اذان الظهر تذهب تحت البحر الي النيافة في الدباغة وتنتظر عملية فتح الازيار لتشتري النيفة او الكوارع في الزمان السابق كانت تفيض ويوجد بياعين يحملونها علي قفاف ويجوبون بها المدينة ماعارف هل قلت الكمية ام ازداد عدد البشر .
اذا اردت ان تتناول سيخة او سيختين من الاقشي الممتاز اذهب الي الدباغة زمان كان تحت البحر الان متوفر علي شارع الدباغة الرئيسي مع جلسات مريحة وماء وهواء بارد .
في الدباغة عمنا عبدالعال حميدة وابنه الاشهر في قيادة وادارة كرة القدم بودمدني والسودان معه رفيق دربه بنفس الحي اسماعيل كاروري – بحي الدباغة شيخ الجيلي صلاح ومدرسته الوسطي للبنات والشهيرة بهذا الحي وفي الدباغة مولانا ابو قناية وتلك العائلة الممتدة لتتلاقي مع عائلة الفنان ابراهيم الكاشف وعمك محمود اسماعيل .
في الدباغة الدلالة وسينما رودي وفندق امبريال وكبري الصين وحي زورو زمان وكل زكريات اخواننا الفلاتة في ذلك الزمان الجميل .