شن خبراء إعلاميون سودانيون هجوماً كاسحاً وغير مسبوق على قطر وقناة الجزيرة القطرية، معتبرين أن قناة " الحمدين" تجاوزت كل حدود المهنية وتحولت لمنصة هدفها زرع التخريب والبغضاء بين شعوب المنطقة. وجاء الهجوم الإعلامي السوداني على خلفية ما بثته القناة القطرية من معلومات عن لقاء جمع المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول صلاح عبدالله قوش مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن الذي انعقد الشهر الماضي، وسارع جهاز الأمن إلى تكذيبها في حينه. وقال رئيس قطاع الإعلام في حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية في البرلمان السوداني د. إبراهيم الصديق علي أن الهدف من الترويج لهذا اللقاء غير الموجود على أرض الواقع هو نزع المشروعية القيمية من مواقف الحكومة*أو الدولة السودانية بشكل عام، لأن موقف بلادنا من القضية الفلسطينية أمر مبدئي. ويضيف "لعل التسريبات والشائعات الأخيرة عن لقاء مدير المخابرات السودانية مع الإسرائيلية تأتي في هذا السياق، وربما مقاصده أكبر من ذلك، وتتمثل في تعزيز حملة مستمرة للإساءة للأمن والمخابرات وتشويه صورته، وخلق بلبلة وإرباك في المشهد السياسي من خلال زرع الفتنة وإثارة الشكوك".
ويرى الصديق أن الجهات التي تنشر هذه الأخبار وفي هذا التوقيت كلها تأتي ضمن حزمة من المواقف السياسية ولا يمكن أن نفصلها عن قضايا المنطقة والإقليم مما يؤكد أن الغاية غير بريئة تماماً. ويقول إن قناة الجزيرة وبعض المنصات الإعلامية، لم تكن يوماً خالية من تبني أجندة، ولا يمكن أن نفصل تبنيها لهذا التسريب واعتماده بعيداً عن توجهها العام في المرحلة الماضية.
من جهته يقول الخبير الإعلامي السوداني فتح الرحمن النحاس أن قناة الجزيرة تعيب على الفريق أول صلاح قوش، لقاء مزعوماً مع المخابرات الإسرائيلية، لكن القناة لا تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة عن روابط العلاقة بين قطر وإسرائيل في جوانبها التجارية والدبلوماسية والأمنية والتسليح وما هو غيره من تواصل بين تل أبيب والدوحة. ويعتقد النحاس أن قناة الجزيرة التي تدعي المهنية وهي كانت وماتزال تحرض لثورات الربيع العربي فشلت في تقديم وصفة سياسية وفكرية لفائدة شعوب الربيع واكتفت فقط*بتصعيد التحريض والتحريض المضاد عبر مبارزات مملة بين الخصوم والفرقاء.
ويقول رئيس تحرير جريدة الراي العام السودانية السابق محمد عبدالقادر أن الجزيرة وضعت مهنيتها كثيراً في محك الاختبار خلال الآونة الاخيرة وهي تقع في كثير من الأخطاء وهي تتحول إلى ذراع أيمن لخدمة أجندة دولة قطر.
ويرى عبدالقادر أن القناة القطرية تجاهلت أعمال التقصي اللازم من مكتبها في ألمانيا خاصة وأن مراسلها هناك لم يبعث الخبر، وتقاعست كذلك عن خدمة المادة مهنياً بإهمالها الاستماع لوجهة نظر الحكومة السودانية بل أغفلت حتى البيان الصادر من قبل جهاز الأمن والمخابرات والذي نفى بشكل واضح ما أوردته القناة وظلت تعيده بلا متابعة لتفاعلاته وتداعياته ومن بينها موقف الخرطوم. ويعتقد أن الجزيرة مارست خلطاً غريباً للأوراق وهي تجنح إلى إشعال فتنة في كابينة القيادة السودانية وخاصة وهي تؤكد أن لقاء قوش ومدير الموساد بحث مرحلة ما بعد تنحي الرئيس عمر البشير.
ومن جانبه يقول الكاتب الهندي عز الدين "تريد دويلة صغيرة الوزن والمساحة اسمها "قطر" أن تفرض سياساتها وأجندتها ورغبة حكامها على قيادة السودان، بل على سائر بلاد العرب والمسلمين، دون أهلية وتأريخ وتأثير، سوى ما تبثه قناة (الجزيرة) من أخبار مُلّونة، وبرامج موجهة لخدمة خطط وبرامج الخارجية القطرية". ويتابع "يتوهم حكام قطر أن بإمكانهم صناعة الثورات والإطاحة بالرؤساء والملوك عبر نشرات قناة الجزيرة وهو وهمٌ عشعش في أمخاخهم لسنوات، رغم أن واقع الحال العربي يؤكد فشل جميع ثورات الربيع العربي والعودة إلى عهود ما قبل الربيع كما حدث في "مصر" وتونس ويحدث حالياً في سورية".
ويواصل الكاتب السوداني جمال عنقرة في ذات الاتجاه مهاجماً قطر وقناتها الجزيرة قائلا "يبدو أن قطر ليس لها معرفة بقدر السودان والسودانيين، وأنها لا تقدر مواقف السودان معها وتتآمر على بلدنا". ويقول "من الواضح جداً أن قطر تسعي لغرس بذور الفتنة بين السودانيين وأنها تنحاز إلى فئة وأكبر دليل على ذلك تزامن هذا الافتراء مع ثورة الإصلاح الشاملة التي يقودها الرئيس البشير ويعتبر الفريق صلاح قوش أكبر معاونيه في هذه الثورة".
ويقول الكاتب محمد حامد جمعة أن الجزيرة تسعى لشيطنة السودان بزعم الافتراء أن قيادته الأمنية والسياسية تتودّد إلى إسرائيل ومخابراتها". ويقول "على السلطات السودانية التعامل بكامل الحزم والضرب بقوة على هذا التجاوز خاصة أن الجزيرة حتى الآن لم تمتلك الشجاعة للاعتذار أو التراجع بأنها نقلت خطأ بأقل تقدير".

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1742165]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]