في فنجانك غيم أبيض وأسود ، وحمامة زرقاء ، غطت على عنق غزالة ، وشال من حرير على فم بئر عميقة لا ماء فيها ، ولا ضوء، ولا هواء ...
وفي فنجانك ، امرأة تحبك وتغار عليك، وامرأة تكرهك وتحكي عليك، وامرأة كانت تحبك ولم تزل تحن إليك.. وعين حسد لا يغمض لها جفن، فلا تغمض بوجهها عينيك.
وقد تأتيك رسالة، ربما كغصن زيتون في منقار يمامة، أو هاتف من بعيد، يأتيك بعد ثلاث إشارات، والإشارة يوم أو شهر أو أكثر. وفي الرسالة كلام يفرحك، وكلام يحزنك، وكلام قلته يوماً رُ د إليك....
وفي فنجانك بركة ماء، وفي الماء سمكة، والسمكة رزقة، مال، أو خبر سعيد، أو مولود جديد، أو موقف وطني في خطاب ناري لزعيم كبير، أو مجرد سمكة، أو كيلو من السمك تشتريه لعيالك بسعر زهيد...
وفي فنجانك اسوداد، هو هم وغم، أو كلام قدح وذم، لا تستحقه، أنت الطيب الحنون العاقل، حتى الجنون، فلا تستمع إليه، حتى لو دخل أذنيك...
وفي فنجانك فنجان آخر، ليوم آخر تقرأه عرافة ثرثارة مثلي، وأكثر، وليس فيه سوى بقايا قهوة صباحك، كما في صحنك بقايا طعامك، كما في عينيك سأم انتظارك، كما على يديك آثار ما فعلت يداك....
هذا فنجان قهوة لا أكثر، لا تصدق كلامي ولاتحزن،
فأنا لست بعرافة، بل مجرد امرأة تحبك، قرأت قلبك في
عينيك، وجاءت بالفنجان لتستعين به بعد الله عليك.
قول إن شاء الله .
رد مع اقتباس
المفضلات