هل تساعد زوجتك في اعمال المطبخ
في مثل قديم يقال للمرأة - أقرب الوصول الى قلب الرجل بطنه - وهو مثل جميل له معنى ذو شجون تستطيع به المرأة ان تكسب به قلب زوجها كما أن له ايضا اهمية في تقوية اواصر الحب والعلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته..خاصة ان الرجال لديهم الشهوة على الطعام اكثر من النساء.. ولا أدري هل اخواننا في السودان يعطون مثل هذا المثل اهمية أم لا.. لأنه الرجل وخاصة الرجل السوداني دائما بيحب انه عندما يرجع البيت من العمل ان يجد زوجته مجهزه له وجبه شهية من الطعام وبعدها كباية شاي لزوم الترطيب وبعد ذلك يمدد ارجله على السرير ليأخذ قسطا من الراحة ونومة خفيفة (نومة العصرية).. وليس له دعوى بالمطبخ او كيف تم اعداد الوجبة الشهية له.. وهنالك نوعية من الرجال نادرا ما يظهرون اعجابهم على الطبخة التي تعدها وتقدمها لهم زوجاتهم..
كما أن هنالك العديد من الرجال لايدخلون الى المطبخ بتاتا لمساعدة زوجاتهم ولو لمره واحده في اعمال الطبيخ أو حتى ابسط شيء غسيل الاواني أو اعداد الشاي.. وهنالك بعضا من الرجال من يقول لك ليس لدى أي فكرة عن اعمال المطبخ ولا احب الدخول للمطبخ لانني لست ملما بأعمال الطبيخ.. والاخر يقول بأنه يكره الطبيخ وهلم جرا
فترة العزوبية التي عشتها في السعودية علمتني الكثير من اعمال المطبخ.. ونظرا لانني كنت اكره الاكل في المطاعم (لعدة اسباب لا اريد ذكرها).. فلذلك تعلمت الطبيخ وغسيل الاواني رغما عن نفسي.. كنت في البداية اجد صعوبه بالغة في كيفية تجهيز مستلزمات الطبيخ من لحوم وخضروات وبهارات ومن اين ابدأ اولا.. لكن بمرور الزمن تعلمت الكثير من انواع الطبيخ واصبحت لى هواية مفضلة ومحببه.. وليس لدي مانع ان اطبخ كل يوم لاني وجدت في الطبيخ نوع من المتعة والتسلية وممارسة فن الغناء بتقليد الفنانين اثناء تقطيع الخضروات والطبيخ..
ولقناعتي التامة بأن اعمال المنزل يجب ان تكون عامل مشترك بين الرجل والمرأة ولابد ان يكون هناك تفاهم بين الطرفين وان يساعد بعضهم البعض في ترتيب كل ما يتعلق بأمور المنزل.
ايام العزوبية كنت اسكن مع اربعة من الاصدقاء في شقة.. طبعا اسسنا (الميز) واتفقنا على ان يقوم كل اثنين مع بعض باعمال المطبخ من طهي الطعام وغسيل الاواني لمدة يومين متتابعين ثم يقوم الشخصين الاخرين بنفس الدور لمدة يومين متتابعين ايضا.. اما في يوم الجمعة كنا متفقين على ان ندخل جميعنا المطبخ وكل واحد فينا يقوم بمهمة معينة.. استمر الحال على ما يقرب من شهر كامل .. وفي ذات يوم اتي الدور على الشخصين الاخرين بأن يقوموا باعداد الطعام.. لما رجعنا من العمل لم نجد الطعام حسب الخطة المرسومة.. سألنا الشخصين عن عدم اعدادهم للطعام.. اعتذر لنا واحد منهم وهو الوحيد الذي كان متزوجا وأولاده في السودان قال بأنه يكره العمل في المطبخ وزاد على ذلك قائلا بأنه عندما كان في السودان زوجته كانت تعد له الطعام ولم يدخل المطبخ أبدا بعد ان تزوج.. هذه الكلمات كانت جارحة بالنسبة للجميع وبعدها تركنا (الميز) وفي ساعة غضب شديد قلنا له انتظر زوجتك لكي تطبخ لك..
بعد ان تزوجت اصبحت اساعد زوجتي في اعمال المطبخ كل يوم لانني كما ذكرت بانني اجد متعه في اعمال الطبيخ.. حتى ان زوجتي مع انها تجيد فن الطبيخ اصبحت تحب الاكلات التي اقوم بطبخها.. وكثيرا ما تطلب زوجتي مني ان اطبخ لهم اكله معينه خلال العطلة الاسبوعية.. ليس كنوع من الانتهازية للتخلص من اعمال المطبخ .. لكن لاجادتي فن الطبيخ وبالتالي وجود شعبية معينة داخل بيتنا الصغير واقبال كبير على الاكلات التي اطبخها..
اكثر شيء اعجبني ايام العزوبية بعض الكلمات من اقوال الشيخ فرح ود تكتوك اتى بها اخ وصديق زميل عزيز لن انساه ابدا اسمه عوض الخير محمد خير من ابناء كوستي اتخذناها كشعار وكنا نعلقها فوق الحائط عند حوض غسيل الاواني :
يقول الشيخ فرح ود تكوتوك
الماعون اللين غسيله هين
هذه الكلمات حكمة عجيبة.. كان كلما يأتي الينا صديق او زميل أو ضيف زائر في المنزل ويقرأ هذه الكلمات.. يضحك من اعماق قلبه ويعلق عليها.. والادهي من ذلك يقوم ذلك الضيف من تلقاء نفسه بغسل الاواني بعد ان يفرع من الاكل ويلح على غسلها بنفسه..
والسؤال الذي اريد ان اطرحه هنا موجه للطرفين وهو قابل للنقاش:
هل تحب ان تدخل المطبخ لتساعد زوجتك في اعمال المطبخ؟
وانت يا اختي.. هل ترضين بأن يدخل زوجك المطبخ ليساعدك؟
وفي الختام اقول لاخواني من الرجال المتزوجين..
اذا اردت الوصول الى قلب زوجتك اطبخ لها طبخه شهية وبعد ذلك احكم في حبها لك..
ولكم ودي،
عزيز
المفضلات