كنت خارجا في تلك الساعة من الليل من زريبة نومي لأستقي القليل من
الماء حتى التقطت أذناي المدربتان تلك الحركة الخفيفة .. أخذت أنفض
أغشية الظلام من أمامي فإذا بها جدتي تجلس فوق كرسيها الهزاز تتأمل
النجوم ... اقتربت منها حتى رأيت انعكاس ضوء القمر فوق الدموع التي
كانت تسيل منها ..
:" مالك يا حبوبة "
:" مافي شي "
:"كيف مافي شي والمارق من عيونك دا ملاح ؟ قولي لي في شنو "
وبعد إلحاحي الشديد ..
:"وااي أنا إتذكرت الحبيب "
:" الحبيب ؟!!!! يا حبوبتي انت كراع جوا وكراع برا تذكري لي الحبيب ..اتذكري القبر "
:" ما انت ما عارف قصتو "
:" انّسمع قصتو "
عاد بنا الزمان ستون عاما إلى الوراء
:" يلا يا شباب شدو الهمة دا حيكون اكبر بنطون في الشمالية كلها ..... يلا هاكم اشربو الرد بول دا حيديكم جوانح " كان هذا مالك البنطون...
بعد انتهاء العمل وتجهيز البنطون للقيام بأول رحلة له تواجد في المكان عدد كبير من ناقلي الشمارات لنقل شمار هذا الحدث الجلل إلى الحلال المجاورة .
صعد الركاب إلى البنطون وأعلن القبطان عبر مكبرات الصوت عن انطلاقة الرحلة .
"ياخوانا أنا سواق البنطون دا عليكم الله زحو لينا من الدرابزين يادوب ضاربينو بهية وباللاى كلو زول يقعد لينا في مكانو الفوق فوق والتحت تحت ما تلخبتو لينا الرصة.... آي عليك الله خلو الزول يعرف يشتغل ... مع تحياتي "
في الليل وبعد خلود الركاب
المفضلات