في زحمة الحياة ومشاغلها الكثيرة وهمومها الصغيرة والكبيرة، يتسلل الحزن إلي قلوبنا المنهكة والقلق إلي رؤوسنا المثقلة، إلي درجة تقلل إحساسنا وتنعمنا بالجمال الكامن في المخلوقات التي تحيط بنا ونراها صباحاً ومساء.
هذه الظاهرة غير صحيحة لأنها تولد الكآبة في النفس، وتخط خطوط الحزن مبعثرة على الوجه. إن من نعمة الله سبحانه وتعالى أنه أودع الكثير من الجمال في مخلوقاته وجعلها تحيط بالإنسان من كل مكان بصورها المختلفة ليتأملها وينعم بجمالها. إن تأمل الجمال في هذه المخلوقات ينسى الإنسان بعض همومه ويجعل ابتسامة الأمل والرضا تشرق على وجهه. وحري بالإنسان مهما كثرت مشاغله الأ يحرم نفسه من هذه التأملات الجميلة المبهجة، فعندما يمر أحدنا مسرعاً مشغولاً بجوار الزهور والزنابق الحمراء والصفراء وهي تتراقص فوق العشب الأخضر، يجدر به أن يقف لمدة نصف دقيقة ليتأمل الزهرة ويستمع إلى نعومتها ورقتها وهي تدعوه بصوت هامس أن يبتسم.
هذه التأملات لا تنحصر في الزهور والورود، بل تكاد تشمل المخلوقات ولكن على المرء ان يتعلم كيف يكتشف الزوايا الجميلة في كل ما يحيط به وعندئذ سوف يمتع ناظريه بزرقة السماء.
ابحث عن الجمال حولك، وأنعم به في وقفات قصيرة تزور فيها بسمة الرضا والأمل نفسك المتعبة فتروح عنها لبعض الوقت وعلمها أن صحراء الحياة القاحلة مليئة بالكثير من ينابيع السعادة وواحات الأمل التي لا يهتدي إليها إلا من تعلم فن التأمل واستمع إلى همسات الزهور.
المفضلات