نعلم جميعا أن معظم الخبرات السودانية هاجرت البلاد وتمركز معظمها في دول الخليج العربي، والبعض الاخر هاجر الى بلدان متعددة حول العالم واستقر به الحال بحثا عن العيش الكريم له ولأسرته. وقد يظل البعض منا مقيما لفترة طويلة في احدى الدول وربما يرتبط بها ارتباطا وثيقا ثقافيا واجتماعيا، وقد يكون مجبورا أو ظروفه لاتسمح له بالتفكير بأي حال من الاحوال او حتى تحديد فترة زمنية معينة للاقامة في تلك البلاد وبعدها يقرر العودة الى أرض الوطن. وربما تتفاوت فترات الاقامة في تلك البلاد من شخص لأخر حسب الظروف والرغبة. وقد يعزي البعض موضوع عودته الى السودان بتحسين الاوضاع المعيشية وتهيئة الجو المناسب الذي يشجعه للعودة.
لكن هل فكر احد منا يوما ما انه لا سمح الله اذا استغنت تلك الدول سواء في الخليج أو غيره عن خدماته وتم تحديد وقت وجيز جدا له لمغادرة البلاد، واصبح لامحالة في خروجه من تلك البلاد، هل قام بالاستعداد لمواجهة مثل تلك الظروف القصرية، وماذا اعد أو ادخر للمستقبل، وهل سيعود للسودان مرغما أم يحاول اللجوء الى بلد آخر ليبدأ مشروع حياة جديدة من الاغتراب. وأخص هنا الاشخاص الذين لهم عاوائل وابناء ولدوا ونشأوا وترعرعوا في تلك البلاد قد تختلف العادات والتقاليد في البلدان التي سيلجأون اليها عما نشأوا وتعودوا عليه.
هذا مجرد سؤال أردت أن ايقظ به احساس ومشاعر العديد من الاخوان والاخوات الذين قد تشغل ذهنهم مثل تلك الهموم وكمحاولة لتذكيرهم ولمساعدتهم للعمل ما في وسعهم لأدخار القرش الابيض لليوم الاسود لمواجهة احتمالات المستقبل الغامض الذي لايعرف عواقبه، وان يحتاطوا بوضع ميزانية مالية محددة لمصروفاتهم واستقطاع مبلغا معينا من راتبهم في كل شهر وادخاره للمستقبل، قبل أن يقع الفأس على الرأس ولا نعرف كيف نتصرف، خاصة نحن السودانيين تختلف نظرتنا المادية للمستقبل عن باقي شعوب العالم، ولا نضع أى احتساب او حتى نحتاط للمستقبل، ورغم التغيرات في الاوضاع الاقتصادية التي سادت العالم اجمع، الا أن البعض منا لازال متمسكا بالمثل القائل – اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.
أمل من جميع الاخوة والاخوات الادلاء برأيهم بكل صراحة والمشاركة بتزويدنا بأي اقتراحات أو خطط من واقع خبرتهم أو تجاربهم من شأنها مساعدة اخوانهم واخواتهم الاخرين على التوفير ولو القليل من المال لمواجهة ظروف الحياة في المستقبل.
ولكم كل الود،
عزيز
المفضلات