الأمثلة الشعبية عنوان بارز من عناوين حضارة الشعوب وعراقتها ، هذه حقيقة مؤكدة .
أما الحقيقة الأخرى المؤكدة أيضاً فهي إن هذه الأمثال نتاج طبيعي لموروثات ثقافية وتجريبية حدثت على امتداد حياة هذه الشعوب ، وهي ثمرات يانعات تقطفها الاجيال جيلا بعد جيل .
وتراثنا العربي زاخراً بمثل هذه الامثال التي تتفرع وتتشعب لتغطي كل مناحي الحياة المختلفة اقتصادية كانت ام سياسية ام اجتماعية ام دينية وهلم جراء وكثير من الناس يعتبرون ان هذه الامثال من المسلمات التي لا تناقش برغم ان بعضها يتعارض معارضة واضحة مع معطيات ديننا الاسلامي العظيم ، ولا تتسق مع استقامته ومنهجة القويم .
ساقني ذلك المثل الذي يقول ( الانسان الذي يبعك بيعه ) وهو الذي يحفز على التفرقة بين الاصدقاء ولا يدع مجالا لعودة الوئام والمحبة ، وهو في مضمونه يتعارض مع قوله تعالى ( إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا ذات بينكم ) أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك الخصومة .
ويتعارض أيضاً مع قول الحبيب المصطفى (ص) " لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " .
ويتعارض كلية مع قول الشاعر الأكثر تسامحاً :
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله
فأقتله بالمعروف لا بالمنكر .
رد مع اقتباس
المفضلات