لا أعرف كيف تتشكل الذكريات، وكيف يغدو حدث بسيط، عابر. ذكرى راسخة.. في حين يسقط حدث آخر، كبير، في عتمة النسيان.. من دون أن يثير ضجة، أو يستدعي التفاتة واحدة إلي الخلف!
لكنني أدرك جيداً، أن اللحظات الهامشية، أو العابرة، التي تبدو لنا عديمة الأهمية.. ثم تفاجئنا بقدرتها المذهلة على إيقاظ الحنين، هي أعمارنا الحقيقية. الأعمار الجديرة بأن نعيشها بملء جوارحنا.
وصحيح أن الحنين يختار وجهته بنفسه، وأنه لا يسمح لأحد بأن يملي عليه اسماً أو عنواناً.. أياً يكن صاحب الاسم، أو العنوان. ولكن هناك أشخاصاً يملكون مهارة تمكنهم من التسلل إلي الحنين، ورشوته..
ألم يحدث أن فوجئت في لحظة ما، بحنينك الجارف إلي شارع جانبي، مررت به قبل سنوات طويلة، أو إلي زميل عمل، أو رفيق طريق!
ألم يحدث قط أن شعرت بالحنين إلي ذاتك.. لا التي تركتها في مرحلة الطفولة أو الصبا، فقط، ولكن حتى تلك التي كنت ترجو أن تكونها ذات يوم.
المفضلات