بهدوء جميل .................... رحل
بهدوء أجمل ................... بكته .. ثم أحرقت كل رسأئله ولأول مرة استسلمت لنوم بلا أحلام .
كان المغني بلا ناي ينوح خلف صوته الجريح .. وكانا في تمام الشجن ... فقال الطير :
- ما هذا اللحن ؟
قالت الوردة :
يا طير .......... السرب السرب
قالت الشجرة :
- يا وردة ......... نحلتان في الكف ..
قلنا : هي أحرقت كل رسائله واستسلمت لنوم بلا أحلام
قال الشاعر :
ما يبكي الوردة .............. طل
وسؤال الجاهل ......... هل
لو أبكى الطير هفيف الريح ..
او أن الصيف بلا أسباب ..
ببلاد يغشاها الطل .... نزل
لعرفنا أن العشق بلا أحزان .. محض دجل !
كان النهر بلا ماء .. لم يكن هنالك شط .. فالشط ابن الموج .. والموج ابن الماء .. وهذا النهر ............ بلا ماء .. وكانا في تمام الحزن .
قالت الأرض :
- ما هذا الفراغ ؟
قالت الريح :
- يا أرض ... السماء السماء ..
قلنا :
- لقد بكته قليلا .
قال الشاعر :
فلو عدنا الى أوتارنا ..
وقابلنا بكاء الأرض بالنشوى
لصار غناء الشهوة الأخرى الى أسفارنا
الى سكك تئن من وطأة الأقدام فوق سرابها ..
ثم تلفظنا أو تساومنا على مشوارنا
وسوف نغرس في المسافة خطونا ..
ونمضي مثلما كنا
تبيض في معاطفنا المحطات ... لتفقس أكثر من قطار
سوف نسرق من بكاء الروح .... دمعة
نسميها الحبيبة ... ونذرفها كالخائنين الصغار
بلا طعم هذي البلاد ..
حتى دموع نسائها بلا ملح
وأجمل ما فيها أن تصادق ذكرياتك المفجعة
وان تنوح واقفا على قبر الحنين
بلاد من شدة السفر .. باعتنا كل محطاتها ..
وأعارتنا قطارين .. وسقتْ حزني بذاك الصباح
فقلبي يمامة .. وأنتِ دمٌ تحت الجناح
وكل الذي بيني وحزني ..
كالذي أهدى المنافي بلاده ..
واشترى وطناً بسوق الرياح
- قلنا : لقد بكته قليلا ..
قال النهر : من شدة الظمأ ... شربت شاطئي ...
قالت وردة . من شدة الطل ... بكيت
قالت الريح : يا أرض .. الوطن الوطن
قال المغني : من شدة الحنين .. انا الذي كسرت الناي
قالت الارض .. من شدة الفراغ .. خاصمت السماء ..
قالت السماء : يا ارض انا قريبة الا سحابتين .. مزقي رسائلي
قال الشاعر والسماء والارض ونحن والنهر والشجرة والمغني :
عد .
المفضلات